البساط أمام جمعية تجار بيروت: أولويّتي العمل لاستعادة النمو والازدهار

بدعوة من رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، استضافت الجمعية وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، بحضور عدد كبير من رؤساء الجمعيات والنقابات ولجان الأسواق التجارية كما ولفيف من الفاعليات الاقتصادية في لبنان.

وبعد الترحيب، أكّد شمّاس على المكانة الدولية المرموقة التي يتمتّع بها الوزير، الأمر الذي يؤهله ويحمّله مسؤولية لعب دور محوري وأساسي في الحكومة، لوضع وتنفيذ خطة التعافي المالي والإقتصادي المنتظرة، كما وإعادة تفعيل القطاع التجاري وإنعاش الأسواق والاستهلاك.

وأشار إلى أن الفترة القادمة ليست فقط فترة إعمار ما أُطيح به من بنيان خلال الحرب الأخيرة، إنما أيضاً إعادة إعمار الإقتصاد الوطني الذي تعرّض لتدمير ممنهج، لا سيما المحال والمؤسسات والأسواق التجارية التي تشكل جزءاً كبيراً من البنى التحتية المدمرّة. لذا، فالمجتمع التجاري يناشد معاليه ببذل كل الجهود المطلوبة وإعطاء العناية الخاصة لإنقاذ هذا القطاع وحماية ديمومة التجار والمستهلكين على حدٍّ سواء.

ثم أشار إلى أن معاليه يعي تماماً الدور الأساسي الذي يلعبه القطاع الخاص في بلدنا، ولديه الإدراك التام بإرادة التجار في المساهمة في إعادة التعافي والنمو المستدام متى توفّرت لهم الأجواء المؤاتية، وأُزيلت الشوائب من أمامهم، وأهمّها: أن تقضي الدولة على آفة التهريب والتهرّب الضريبي والجمركي، وأن تكبح ظاهرة الأسواق الموازية غير الشرعية التي ألحقت أفدح الأضرار بالتجار الشرفاء والملتزمين. ولا بمكن لذلك أن يتبلور دون إستعادة إنتظام العمل في مؤسسات الدولة وخدماتها، وذلك لتأمين الحد الأدنى من الإنسيابية والرقابة في المعاملات الرسمية والجمارك.

وأشار إلى ضرورة إستعادة العلاقات المميّزة مع دول الخليج، لإتاحة الفرصة لمواطني تلك الدول القدوم إلى لبنان مجدّداً والمساهمة في إعادة إنعاش أسواقه وحيويته الإقتصادية، من خلال إمداد لبنان بالنبض الخارجي، External Life Line، والذي ينبع من أبنائه المغتربين وأخوانه الخليجيين، وبذلك تتقاطع معادلة "السياسة الإقتصادية" و"الاقتصاد السياسي".

وقال: من الملحّ إعادة النظر في الأعباء الضريبية، إن على التجار أو على المستهلكين، أقلّه خلال فترة التعافي الضرورية، وذلك للمساهمة في تراجع نسب التضخّم وتعزيز القدرات الشرائية، كل ذلك لتسهيل إستعادة النشاط والحركة في الأسواق بإختلاف قطاعاتها، وإعطاء الفرصة للتجار لإستعادة مكانتهم وإمكانياتهم في تقديم أفضل وأميز البضائع والخدمات وإستعادة مركزهم كواجهة تجارية برّاقة للبنان وللمنطقة. ولا يمكن أيضاً لكل ذلك أن يحصل دون التعويل على نظام مالي ومصرفي متعافٍ، يعود لتقديم كافة الخدمات التي تشكل الأكسجين الحيوي للتجار ولممارسة نشاطاتهم في بيئة مهنية سليمة ومحفِّزة، وكلنّا ثقة بأن معاليه سوف يتّخذ الموقف السليم والحكيم والمتوازن في المعالجة المطلوبة.

البساط

ثم تحدث البساط فتقدّم بالشكر لشمّاس وجمعية تجار بيروت "لاستضافته بحضور نخبة من المجتمع التجاري اللبناني، سانحين له الفرصة للإطّلاع مباشرة على الهموم والمصاعب التى يواجهها التجار حالياً، وعلى ما ينتظرونه من وزارة الإقتصاد والتجارة لتصويب المسار وتحسين البيئة التجارية التى نحن مُقدمون عليها".

وأكّد أن الأولوية لديه هي العمل لاستعادة النمو والازدهار، ولكي يتحقق ذلك قال"إن الاقتصاد اللبناني يجب أن يعود وأن يكون أكبر بكثير ممّا هو عليه حالياً، مع التأكيد على أهمية دور الإستهلاك، الذى هو "قلب" الاقتصاد، في تحقيق ذلك.

ثم تابع أن لديه ٧ نقاط يودّ التركيز عليها، وتتلخّص بالتالي:

- ⁠كلفة التجارة، وأهم أسباب تلك الكلفة المرتفعة والعمل على معالجتها.

- ⁠العلاقة بين القطاعين الخاص والعام التي يجب أن تستقرّ من حيث التعاون وإزالة المعوقات.

- معالجة ⁠الضعف الشديد في القدرة الشرائية وأساليب العمل على إستعادتها.

- أهمية إعادة تفعيل ⁠أدوات الدفع (payment systems).

- أهمية إعادة ⁠توفير القروض.

- ⁠ضبط الحدود والتهريب.

- ⁠ضبط ومكافحة التزوير.

بعد ذلك، دعا الوزير الحضور إلى تبادل الآراء حول تلك النقاط وإلى طرح أهم الهواجس والمصاعب والعوائق التى يعانون منها، فجرى حوار مثمر وبنّاء في تلك الأمور.

وقال البساط في تناوله للمواضيع التى تمّ إثارتها أنه يجب تقسيم كل ما سبق على النحو التالي: قسم القطاع المصرفي والحلول المتعلّقةً به، الأمور التنظيمية، مداخيل الدولة ووجوب القيام بـدراسة وقع impact study بهذا الخصوص مع عدم تجاهل موضوع الضمان الإجتماعي ونهاية الخدمة.

وتطرّق أيضاً إلى موضوع صعوبة التعامل مع الدولة ووجوب تسهيلها، وأشار إلى أهمية التوصل إلى الــــــــ one stop shop في المرافئ العامة. وقال إنه مؤمن بأهمية حماية المستهلك وضرورة تفعيل قانون المنافسة والعمل على حماية الدولار النقدي Fresh وتنشيط الأسواق من خلالها.

وختم: ساعدونا لنساعدكم.