محليات

دعوات لبنانية للتطبيع مع اسرائيل و"الانفجار الداخلي" على الأبواب!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وسط تنامي الدعوات للسلام مع إسرائيل في لبنان، يبدو أن النقاش حول هذه القضية بدأ يزداد حدّة، متجاوزاً الخطوط الحمراء التقليدية التي أرستها السياسة اللبنانية لعقود. فمع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، ووسط تحوّلات إقليمية متسارعة، بدأت بعض الأطراف تطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة مع إسرائيل، فيما لا تزال القوى السياسية الكبرى، وعلى رأسها "حزب الله"، ترفض أي تغيير في الموقف الرسمي للبنان. 

هذا الجدل ليس جديداً تماماً، لكنه اكتسب زخماً في الآونة الأخيرة بفعل المتغيرات الإقليمية، خصوصاً بعد اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها دول عربية عدة مع إسرائيل، مما دفع البعض إلى التساؤل عمّا إذا كان لبنان قادراً على البقاء بمنأى عن هذه التحوّلات. ويرى مؤيدو هذه الدعوات أن خيار السلام قد يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة للبنان، خاصة في ما يتعلق بملف الغاز والنفط، لكن هذه الطروحات تواجه معارضة شرسة، ليس فقط من قِبل بعض الأحزاب السياسية التقليدية بل أيضاً من شرائح واسعة في المجتمع اللبناني تشكّل المزاج العام والتي لا تزال ترى في إسرائيل تهديداً مباشراً لسيادة البلاد وأمنها.

يشهد لبنان اليوم ضغوطًا مباشرة لربط التعافي الاقتصادي بتقديم تنازلات استراتيجية، أبرزها نزع سلاح "حزب الله" ما يكرّس معادلة "الاقتصاد مقابل السلاح". فالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي يشترطان إصلاحات اقتصادية جذرية، لكن بعض القوى الغربية والإقليمية تضيف إلى ذلك مطلباً يتركّز حول تحجيم نفوذ "حزب الله" كشرط أساسي لفتح الباب أمام المساعدات الدولية وإعادة الإعمار، إذ تطرح الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية ملف التطبيع كجزء من حزمة الإنقاذ للبنان والذي لن يتمّ الا باتخاذ خطوات سياسية واضحة باتجاه إنهاء دور المقاومة وفتح قنوات رسمية مع إسرائيل. وفي هذا الإطار تقول مصادر سياسية مطّلعة ان واشنطن تُجري مشاورات متواصلة مع لبنان الرسمي في محاولة لدفع القوى السياسية نحو التطبيع التدريجي، مستغلّةً الأزمة الاقتصادية كأداة ضغط رئيسية.

ولكن ما هو الهدف الإسرائيلي – الأميركي من نزع سلاح المقاومة؟ 
الإصرار الأميركي والإسرائيلي على نزع سلاح "الحزب" ليس نابعاً فقط من اعتبارات أمنية، بل يمتد إلى رؤية استراتيجية أوسع تشمل تحقيق التفوق العسكري الإسرائيلي الكامل في المنطقة، بحيث لا يبقى أي طرف قادراً على تهديد العمق الإسرائيلي، وبالتالي يصبح من الضروري إخراج لبنان من دائرة المقاومة وفصله عن المحور الإقليمي الذي تقوده إيران ما يؤمّن حتماً تهيئة الأجواء للتطبيع لاحقًا، إذ تدرك واشنطن وتل أبيب أن وجود "حزب الله" كقوة مسلحة يجعل أي محاولات للتطبيع مع لبنان غير قابلة للتحقق.
 
فهل يعكس هذا الجدل القائم تحوّلاً حقيقياً في الموقف اللبناني، أم أنه مجرد صدى لتغييرات في المنطقة، وهل يمكن للبنان، المنقسم داخلياً، أن يتحمّل تبعات هذا النقاش في ظل التوترات السياسية القائمة؟
تقول المصادر نفسها أنّ المشهد لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، الا أنّ فرض التطبيع في لبنان ليس مسألة سهلة وذلك بسبب التركيبة السياسية والطائفية، وأي محاولة لفرضه قد تؤدي إلى تفجير التوازن الداخلي، مما يجعل الخيار الأكثر احتمالًا هو التطبيع غير الرسمي، عبر اتفاقيات اقتصادية وأمنية غير معلنة، دون اعتراف رسمي مباشر.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا