صمتُ لودريان أبلغ من الكلام..نقل الرسالة ومشى!

أسهب المسؤولون اللبنانيون في الكلام أمام الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار بيروت الاربعاء. هم أجمعوا على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وعلى ضرورة الضغط على تل ابيب كي تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وتطلق الاسرى وتوقف الخروقات. كما تحدثوا عن رغبتهم بالاصلاح وبمحاربة الفساد لكسب ثقة المجتمع الدولي والمانحين من جديد، خاصة ان لبنان المدمر بفعل حرب الاسناد، في أمّس الحاجة الى وقوف الاسرة الدولية وأصدقائه العرب والغربيين إلى جانبه ليعيد إعمار قراه وبلداته وبناه التحتية. كما انه يحتاج الى مساعداتهم لمعالجة انهياره المالي والازمة المالية التي يتخبط فيها منذ العام ٢٠١٩.

هذا ما أبلغه كل من رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيسي مجلسي النواب والحكومة نبيه بري ونواف سلام الى لودريان، وذلك عشية زيارة يقوم بها الرئيس عون إلى باريس حيث يلتقي الرئيس اليوم الفرنسي ايمانويل ماكرون.

غير انه، وفي مقابل كل هذه المواقف، التزم لودريان الصمت ولم يدل بأي تصريح خلافا لعادته حيث كان يصرح في كل مرة يزور فيها لبنان. هذا الصمت، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، كان في الواقع أبلغ من الكلام، اذ فضّل المسؤول الفرنسي نقل الرسالة او الموقف الدولي، القاسي نوعا ما، الى المسؤولين مباشرة، وفحواه: مع الأسف، باريس كانت تتطلع الى عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان في نيسان المقبل، الا اننا سنؤجله ربما الى تموز لاعطائكم الفرصة لتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها الـ١٧٠١ كما يجب، ولتنفيذ الاصلاحات الفعلية، قبل عقد المؤتمر كي ينجح. ذلك ان فرنسا حاولت اقناع العواصم الكبرى بالمشاركة في المؤتمر الا انها لمست صرامة لديها ،حيث جزمت انها لن تساعد في اعادة الاعمار ولا في الدعم قبل حصر السلاح بيد القوى الشرعية وقبل تنفيذ الاصلاحات.

لودريان نقل الرسالة التي سيسمعها عون من جديد في الإليزيه، ومشى. فهل سيطبّق لبنان فروضه، كي يساعده العالم؟

المصدر: الوكالة المركزية

الكاتب: لارا يزبك