وزير العدل يكشف: ملء الشغور في مجلس القضاء بعد أيّام والتشكيلات في الربيع
يتغنّى وزير العدل عادل نصّار بشجرة الزيتون في باحة منزله في بكفيا. عمرها حوالى ٣٥٠ سنة. ويتغنّى بأن عمر منزله الحجري يقارب عمر الشجرة. ويفتخر وهو يُدخِل ضيفه الى المكتبة الضخمة المليئة، حصراً، بالكتب الفرنسيّة. ولكنّه يفتخر أيضاً بأنّه اختار، في وزارة العدل، أن يكون إسماً على مسمّى: عادل.
استقبل نصّار في منزله أمس السبت ورشة عمل ضمّت قضاةً حاليّين وسابقين ومحامين لدرس مشروع استقلاليّة القضاء. هو واحدٌ من أربعة أهداف أساسيّة وضعها وزير العدل لتحقيقها أثناء ولايته: التشكيلات القضائيّة، إنجاز التحقيقات، خصوصاً في ملفّ المرفأ، تطوير معهد القضاء، الى جانب استقلاليّة القضاء، وهو عنوانٌ نسمعه منذ سنوات، من دون أن يجد مسكَ ختامٍ، وقد تناوله وزير الجمهوريّة في خطاب القسم.
يفتخر نصّار، وهو واقف منحنياً على كرسيه، بأنّ التعيينات القضائيّة سلكت طريقها في مجلس الوزراء بهدوء، على عكس ما حصل في تعيين حاكم المصرف المركزي ومجلس إدارة تلفزيون لبنان. هو يؤكّد أنّه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بلا محسوبيّاتٍ وزبائنيّة، بدليل عدم ارتفاع الأصوات المعترضة.
ثمّ يتحدّث عن التشكيلات القضائيّة، وهي الاختبار الأكبر لوزير العدل الذي سمّاه سامي الجميّل، "صديقي"، كما يصفه نصّار. ويقول إنّ الجميّل لم يطلب منه شيئاً، لافتاً إلى رئيس مجلس شورى الدولة يوسف الجميّل، الذي عُيّن في الجلسة الأخيرة للحكومة، من زحلة ولا صلة قرابى بينه وبين رئيس "الكتائب".
يلفت نصّار الى أنّه ينوي إنهاء حالة الشغور في مجلس القضاء الأعلى في أوّل جلسة لمجلس الوزراء، لتكون الخطوة الأولى لإتمام التشكيلات التي يحدّد لها توقيتاً "الربيع"، وهو باشر التحضير لها، علماً أنّ فريق الوزير يتحدّث، ببعض الشكوى، عن أنّه يعمل من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، مع الإشارة الى أنّ نسبة الشغور في الجسم القضائي تبلغ حوالى ثلاثين في المئة.
يرفض نصّار تعميم تهمة الفساد والتسييس على غالبيّة الجسم القضائي. يقول إنّ القضاة الفاسدون قلّة، على عكس النظرة السائدة، وإنّ الإصلاح ليس مهمّة مستحيلة.
ربما يبالغ وزير العدل في رسم صورة ورديّة للواقع. يبدو متفائلاً جدّاً، وينفي وجود تباين بين رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة، ويتحدّث بإيجابيّة عن الإثنين، لافتاً الى أنّهما لم يتدخّلا أبداً في عمله ولا في التعيينات. كما يشير الى أنّه سيترك لرئيس هيئة التفتيش القضائي أيمن عويدات اختيار مجلس الهيئة لكي يشكّلوا معاً فريقاً متجانساً قادراً على الإنجاز.
في أثناء الجلسة الطويلة مع وزير العدل، تستوقفنا عبارة قالها: "ما استهضمت ختم التحقيق في جريمة اغتيال لقمان سليم". لا يفسّر أكثر. ولا يشرح ما ينوي فعله. نغادر بكفيّا، التي يخيّم الضباب على مناخها، مع أملٍ بأن يكون مستقبل القضاء في لبنان أقلّ ضبابيّةً عمّا هو عليه اليوم.
داني حداد - موقع Mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|