"تهديدات وشيكة".. مخاطر تهدد أمن سوريا خلال عطلة العيد

ءيرى خبراء أن تحذيرات الولايات المتحدة وبريطانيا لرعاياهما بشأن السفر إلى سوريا خلال عطلة عيد الفطر تعكس تصاعد المخاوف الأمنية، وسط تقارير استخباراتية تفيد بوجود تهديدات وشيكة قد تستهدف مناطق حيوية في البلاد.

تأتي هذه التحذيرات في ظل اضطرابات أمنية متزايدة وتعدد القوى العسكرية على الأرض، ما يخلق بيئة خصبة للعنف والعمليات الإرهابية، لا سيما خلال الأعياد التي قد تستغلها بعض التنظيمات المتطرفة لتنفيذ هجماتها.

مخاطر أمنية متعددة

ويشير الخبراء إلى أن التحذير الأمريكي، المصنف من الدرجة الرابعة، يركز على مخاطر الإرهاب والخطف واحتجاز الرهائن، ما يعكس توفر معلومات أمنية حول مخطط قد يستهدف مواقع أمنية، سفارات، أو تجمعات مدنية خلال العيد.

ويرى محللون أن هذه التحذيرات تعكس تحديات عميقة تعاني منها سوريا، أبرزها ضعف البنية التحتية الأمنية، وعدم الاستقرار السياسي، ووجود أهداف غربية محتملة قد تُستغل في الهجمات الإرهابية.

كما أن توقيت التحذيرات خلال العيد يرفع مستوى الحذر لدى الدول الغربية التي تتبنى موقفاً وقائياً لحماية رعاياها، لا سيما خلال الفترات التي قد تشهد تراخياً أمنياً وازدحاماً جماهيرياً.

احتمالات الجهة المنفذة

وفي هذا السياق، قال المتخصص في الشؤون العسكرية عبد الله سليمان، إن التحذير الأمريكي بشأن السفر إلى سوريا يعكس وجود معلومات استخباراتية حول مخطط يهدد الأمن والاستقرار في البلاد.

وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن تصنيف التحذير كإرهابي ينفي احتمال وقوع عدوان إسرائيلي، ورغم عدم تحديد الجهة التي قد تنفذ المخطط، فإن الأوضاع الراهنة تتيح التكهن بأنها إما تنظيم "داعش"، أو جهات محسوبة على إيران، أو فلول النظام السوري السابق.

وأوضح سليمان أن التسريبات تشير إلى استعدادات لموجات عنف قد تتكرر في الساحل السوري، لا سيما بعد حملة مداهمات في أحياء شيعية بدمشق، جاءت على خلفية إحباط مخطط إرهابي كبير، ما قد يربط التحذير الأمريكي بهذه التطورات. كما أشار إلى احتمالية تورط جهات تابعة لإيران في المخطط.

مناطق واسعة

وأضاف أن هناك مخاوف من استغلال إيران لخلايا من تنظيم داعش لتنفيذ عمليات إرهابية داخل سوريا، وهو ما دفع واشنطن إلى إصدار تحذير من الدرجة الرابعة، تبعته بريطانيا بتحذير مشابه لرعاياها بعدم السفر إلى سوريا.

ولفت إلى أن المشهد، رغم غموضه، يعكس تحضيرات مقلقة قد تكون لها دوافع سياسية، وسط حالة من عدم الرضا لدى بعض الجهات بشأن تشكيل الحكومة السورية متعددة الأطياف.

وأكد أن هذه المؤشرات لا يمكن فصلها عن الأحداث الجارية، التي قد تتضح أكثر خلال الأيام المقبلة، مع احتمالية توسع نطاق التهديد ليشمل مناطق أخرى، وليس دمشق وحدها.

مخاطر كبيرة

ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن واشنطن نصحت مواطنيها بعدم التوجه إلى سوريا بسبب "المخاطر الكبيرة للإرهاب، والاضطرابات المدنية، والخطف، واحتجاز الرهائن، والصراع المسلح، والاعتقال التعسفي".

كما أضافت السفارة الأمريكية، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن "وزارة الخارجية الأمريكية تحذر المواطنين الأمريكيين من تزايد خطر الهجمات خلال الاحتفال بعيد الفطر، التي قد تستهدف السفارات والمنظمات الدولية والمؤسسات السورية العامة في دمشق".

تهديدات وشيكة
وبدوره، يرى الناشط الحقوقي نضال هواري أن تحذيرات الولايات المتحدة وبريطانيا لرعاياهما بالسفر إلى سوريا خلال عطلة عيد الفطر جاءت نتيجة تصاعد التوترات الأمنية والمخاوف من وقوع هجمات أو أعمال عنف خلال هذه الفترة الحساسة.

وأوضح، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن هذه التحذيرات تستند عادة إلى معلومات استخباراتية تشير إلى تهديدات وشيكة قد تطال مواقع أمنية، سفارات، ومدنيين، وسط نشاط إرهابي متزايد لتنظيمات مثل "داعش"، التي قد تسعى لاستغلال التجمعات الكبيرة خلال العطلات لتنفيذ عمليات إرهابية.

وأضاف أن هذه التوصيات ترتبط ببيئة النزاع المستمرة، حيث تشهد البلاد اضطراباً أمنياً نتيجة تعدد القوى العسكرية على الأرض، مما يهيئ بيئة خصبة لتصاعد العنف واحتمال وقوع اشتباكات أو تفجيرات مفاجئة.

وأشار إلى أن هذه التحذيرات تعكس أبعاداً تتعلق بالاستقرار الإقليمي، في ظل ضعف البنية التحتية الأمنية في سوريا وصعوبة التصدي لتهديدات الإرهاب.

وأكد أن وجود أهداف غربية محتملة، مثل السفارات أو المنظمات الدولية العاملة في سوريا، قد يدفع الحكومات الغربية إلى اتخاذ مزيد من الاحتياطات لتقليل المخاطر المحتملة خلال الأعياد، وهي فترات تشهد عادة تراخياً أمنياً.