ميقاتي: مع أميركا لا نأي بالنفس!
يوماً بعد آخر، ومع كل استحقاق، يثبت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خضوعه التام لما يطلبه الأميركيون، بالتكافل والتضامن مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وهو ما أثبته، في أكثر من محطة، صاحب شعار «النأي بالنفس»، إلا عما تأمر به واشنطن. حدث ذلك في أيلول الماضي عندما جدّد مجلس الأمن الدولي مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان مع تعديل دورها بما يتجاوز المهمات المنوطة بها بموجب القرار 1701، تحديداً في ما يتعلّق بحرية حركتها. يومها، رمى ميقاتي وبو حبيب بالمسؤولية على «خطأ» في إدارة الملف ونفى كل منهما مسؤوليته. قبل ذلك، في شباط الماضي، كان بيان الإدانة الشهير الذي أصدرته الخارجية اللبنانية ضد «اجتياح روسيا الأراضي الأوكرانية»، ضاربة بعرض الحائط مصالح لبنان مع موسكو التي لطالما ساندت لبنان في المحافل الدولية.
آخر إبداعات ميقاتي وبو حبيب في تسخير الديبلوماسية اللبنانية في خدمة ما يطلبه الأميركيون، كان توجّه لبنان للامتناع عن التصويت في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على «طرد» إيران من عضوية لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة «بسبب حرمان الإيرانيات من حقوقهن والقمع الوحشي للاحتجاجات»، بحسب ما أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مطلع هذا الشهر.
وقد بدأ أمس التصويت داخل لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على مشروع إدانة جديد لإيران تقدّمت به ألمانيا وإيسلندا على خلفية الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية. وبعدما اعتاد لبنان في السنوات الماضية التصويت ضد أي قرار إدانة لإيران، بدا أن الضغوط الأميركية فعلت فعلها مجدداً. إذ كان هناك توجّه لدى بو حبيب، بإيعاز من ميقاتي، إلى اعتماد سياسة جديدة في هذا الشأن بالامتناع عن التصويت.
وعلمت «الأخبار» أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع مسؤولين في الدولة اللبنانية للاستفسار عن مدى صحة هذا التوجه، كما تواصل السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد له أنه سيتدخل لدى رئيس الحكومة لتصحيح هذا المسار. كذلك جرت اتصالات مكثفة بين حزب الله ورئيس الحكومة، مع متابعة حثيثة مع وزير الخارجية، خصوصاً أن هناك تجارب سيئة سابقاً مع الأخير في محاولته التنصل من المسؤولية من خلال تقديم حجج ومبررات حول سوء التنسيق بين الوزارة وأعضاء بعثة لبنان لدى مجلس الأمن. وليلاً، حصل تواصل مع رئيس الحكومة الذي اتصل ببو حبيب طالباً منه التواصل مع مندوبة لبنان جان مراد والإيعاز لها بالعودة إلى الالتزام بموقف لبنان كما في السنوات الماضية أي رفض الإدانة. وعلمت «الأخبار» أن بو حبيب، بسبب الضغط الأميركي عليه وعلى ميقاتي، أصدر أربعة قرارات متناقضة في يوم واحد في شأن الموقف اللبناني، ما زاد من أجواء البلبلة السياسية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|