عربي ودولي

صحيفة أميركية تكشف: ثلاثة سيناريوهات خطيرة مطروحة أمام إيران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكرت صحيفة "The Dallas Morning News" الأميركية أنه "ولأكثر من ثلاثة عقود، أتقنت جمهورية إيران الإسلامية فن الخداع الدبلوماسي بقيادة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي. فمع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية عام 2024، أعدت طهران فخًا جديدًا من خلال استدراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء

الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائهما إلى دوامة أخرى من الأمل الكاذب والمماطلة والاستنزاف الاستراتيجي. هذه ليست دبلوماسية، بل خداع. ومرة أخرى، وقع الغرب في الفخ". 

وبحسب الصحيفة، "أعلن خامنئي مرارًا وتكرارًا أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يشكل إهانة. وقال: "التفاوض إهانة. لن تكون هناك حرب، ولن تكون هناك محادثات". لكن بعد أشهر، عندما وصلت رسالة من الرئيس، الذي تولى منصبه حديثًا، تغير موقف النظام بين عشية وضحاها. وصرّح وزير خارجية طهران علنًا أن النظام لا يعارض المفاوضات ويفضل "المحادثات غير المباشرة". في الحقيقة، هذا التحول المفاجئ ليس مفاجئًا، فهو يتناسب مع نمط راسخ من رفع الرايات الأيديولوجية علنًا والمناورة بهدوء خلف الكواليس. والهدف ليس السلام، بل التشويش. ويزدهر نظام خامنئي عندما يكون أعداؤه مشوشين، وعندما يحل التناقض والإشارات المتضاربة محل الوضوح الاستراتيجي". 

وتابعت الصحيفة، "يعلم النظام أن الديمقراطيات الغربية مدفوعة إعلاميًا، ومنقسمة سياسيًا، ومقيدة بالزمن. فمن خلال تبادل التهديدات مع الإيماءات الدبلوماسية المبهمة، تُوهم طهران بالاعتدال، الأمر الذي يساهم في تأخير الرد، وتخفيف الضغوط، وكسب الوقت لتعزيز طموحاتها النووية. هذا ليس سلوك دولة عقلانية تسعى للاستقرار، بل إنه تلاعب مدروس من نظام يستخدم الدبلوماسية كغطاء، والغموض كدرع. إن هدف إشارات طهران الحالية ليس التوصل إلى اتفاق، بل إنهاك صناع القرار مثل ترامب ونتنياهو". 

ورأت الصحيفة أنه "مع تزايد عزلة طهران، ثمة ثلاثة سيناريوهات خطيرة مطروحة. أولاً، قد تنسحب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، منهيةً بذلك حتى الإشراف الرمزي للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وستُعتبر هذه الخطوة تحديًا صريحًا، وقد تُؤدي إلى عمل عسكري استباقي من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة. ثانيًا، ربما يُحضّر النظام لاختراق نووي. وتمتلك إيران بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المُخصّب لصنع عدة قنابل، فسنوات من المفاوضات والمماطلة جعلتها تقترب بشكل خطير من العتبة النووية. وفي الواقع، لم تكن القنبلة يومًا ورقة مساومة، بل كانت دائمًا الهدف النهائي. ثالثًا، وهو الأقل ترجيحًا، هو الاستسلام الكامل. يتطلب ذلك تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وإنهاء حروبه بالوكالة، وتقليص حجم الحرس الثوري الإسلامي. لن يتطلب ذلك أقل من تغيير كامل للنظام، وهو أمر لن يقبله خامنئي ودائرته المقربة أبدًا. بمعنى آخر، يُفضّلون المخاطرة بالحرب على التخلي عن السيطرة". 

وبحسب الصحيفة، "لا يؤدي أيٌّ من هذه المسارات إلى السلام، فكلٌّ منها إما يُطيل أمد عدم الاستقرار أو يُصعّد الوضع نحو صراع مفتوح. ومما يزيد من تعقيد الوضع وجودُ المُهندسين الحقيقيين للتوتر داخل النظام نفسه. فداخل الدولة الإيرانية العميقة، تستفيد جهاتٌ قوية من حالة الأزمة الدائمة، كما ولا تُبدي جهاتٌ مُتنوعة، بما في ذلك الحرس الثوري، والمستفيدون من العقوبات، ومُهرّبو السوق السوداء، ورجال الدين المُتشددون، أيَّ اهتمامٍ بالتطبيع. فالبيئة المُعسكرة والخاضعة للعقوبات والمتوترة بشكلٍ دائم تُتيح لهم الهيمنة على الاقتصاد، وسحق المعارضة، وتشديد قبضتهم على السلطة. بالنسبة لهؤلاء، السلام ليس مُربحًا، بل الأزمة هي المُربحة. ولهذا السبب دأب النظام على اختلاق قصصٍ كادعاءٍ حديثٍ بأن قائد

فيلق القدس، إسماعيل قاآني، وجّه رسائل ضبط النفس إلى وكلاء طهران الإقليميين. وتهدف هذه العمليات النفسية إلى خلق مظهرٍ من الاعتدال، وإقناع الغرب بأن إيران تتراجع. لكن كل هذا وهمٌ، مسرحيةٌ مُعدّةٌ للتلاعب بالرأي العام الدولي". 

وتابعت الصحيفة، "إن تناقض رسائل النظام إلى الغرب لا يعود إلى ارتباك داخلي، فتقارير الاهتمام بخفض التصعيد تُسرّب بعناية إلى جانب تسريبات عن تصعيد عسكري. هذا السرد المزدوج يُحدث شللاً سياسياً في واشنطن وبروكسل وتل أبيب، وتنشأ نقاشات، ويتأخر العمل، ويضيع الوقت. في كل مرة يتصاعد فيها الضغط الدولي، سواء خلال حملة الضغط القصوى التي شنتها إدارة ترامب أو خلال التحذيرات الإسرائيلية المشددة، يُطبّق النظام نفس الاستراتيجية: رسائل سرية، ومحادثات غير مباشرة، وإيماءات مرونة مفاجئة وجوفاء. ولكن هناك سيناريو واحد يُهدد النظام حقاً: الانهيار من الداخل. لقد أظهر الشعب الإيراني مراراً وتكراراً رفضه لوحشية الجمهورية الإسلامية وقمعها، فمنذ احتجاجات التسعينيات وحتى الانتفاضة الوطنية الأخيرة، طالبوا بالكرامة والحرية ومستقبل ديمقراطي. وعلى عكس النظام، لا يهتفون "الموت لأميركا"، بل يسعون إلى السلام والحرية والازدهار والتفاعل العالمي. ولكن ما لم يتوقف المجتمع الدولي عن إضفاء الشرعية على تلاعب النظام، سيبقى الشعب الإيراني عالقًا بين وحشية الداخل وسلبية الخارج".

ورأت الصحيفة أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترسل إشارات متضاربة، بل تلعب لعبةً مُدبّرةً ومُضلّلةً. خامنئي لا يُحاول الاعتدال، إنه يُناور. وأي زعيم أميركي أو إسرائيلي يعتقد أنه قادر على التفوق على طهران في التفاوض أو الانتظار سيجد نفسه مُجددًا مُتورّطًا في فخٍّ مألوف. لقد ولّى زمن الأوهام، لا مزيد من الآمال الزائفة، لا مزيد من الصبر الاستراتيجي، لا مزيد من إضفاء الشرعية على نظامٍ يزدهر في الأزمات والقمع والأكاذيب. حان الوقت ليتوقف الغرب عن المُجاراة". 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا