"حراكٌ دولي".. هل ستدعم سوريا باسيل "رئاسياً"؟
باتت واضحة جداً المساعي التي يخوضها رئيس "التيار الوطنيّ الحر" النائب جبران باسيل لـ"تعويم نفسه" على خطّ الإستحقاق الرئاسيّ، فيما بدا جلياً أنّ معركَتهُ غير المُعلنة راحت تتخذُ منحى الإستعانة باطراف خارجيّة بغية فرض نفسه على الأطراف السياسية الداخلية بـ"تسوية" ينتظرها الجميع.
بمعزلٍ عن الظروف المحيطة به، يبدو باسيل الشخصية السياسية الوحيدة التي تتحرّك "دولياً" لاستنهاضِ دعمٍ ما على صعيد ترشيحٍ "مُتوقع" للرئاسة، وما يتبيّن هو أن رئيس "التيار" يجُسّ النبض في الوقت الراهن لمعرفة ما إذا كانت الخيارات الإقليمية والدولية سترسو عليه في لبنان خلال المرحلة المقبلة. لكنه في الحقيقة، فإنّ "الحراك الباسيلي" على الصعيد الرئاسي ما زال "من دون غلّة" رغم المساعي مع القطريين والفرنسيين لبلورة أمرٍ رئاسي يتعلق به. وبحسب المعلومات، فإنّ باسيل لم يتلقّ أي وعودٍ من أيّ جهة، سواء داخلية أو دولية، وفي حالِ لم يرتسم المشهد بشأنه، فقد يستثمر باسيل حراكَه لاحقاً عبر اعتبارهِ "المُحرّك" الأول للتوافق والتسوية، وبالتالي نزع صفة التعطيل عن فريقهِ وكتلته النيابية في الملف الرئاسي
وفي الوقت الراهن، ما يمكن قوله هو أنّه ما من شيء محسوم "رئاسياً"، فالإتصالات الداخلية لم تنضج بعد، لكن ما يمكن استشرافه هو وجود حراكٍ قطري - فرنسيّ في الأفق، وقد تتجلى آثارهُ الأولى خلال الفترة القليلة القريبة. إلا أنه ومع ذلك، ليست واضحة بعدُ معالم هذا الدور، وفي حال أراد تثبيت نفسه فإنّه لن يكونُ مكتملاً من دون قرارٍ حاسم من جهتين أساسيتين وهما: السعودية وسوريا.. وهنا بيت القصيد.
حتى الآن، لم يجرِ بعد تحديد موعد الزيارة التي ينوي باسيل إتمامها إلى سوريا، فـ"الطلعة قد تكونُ رئاسية"، لكنّها قد لا تكون حاسمة أو حازمة. ففي الأساس، قد تأخذ تلك الزيارة منحى "تعويم" باسيل على صعيد المشهد العام، لكنّ القرار السوريّ المؤثر في ملف الرئاسة اللبنانية قد لا يأخذ الأخير كثيراً في الحسبان، والسبب الأساسي هنا هو "حزب الله". فلو أراد الأخير باسيل رئيساً منذ البداية، لاستطاع ترسيخ اسمه عند السوريين الذين سيلعبون دوراً كبيراً هذه المرة على الصعيد الرئاسي، بعكس ما كان سائداً قبل 6 سنوات تاريخ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016. ففي ذلك الحين، كان وضع سوريا يختلفُ تماماً عن اليوم، فالقوة ازدادت عبر ترسيخ النفوذ السياسي لرئيسها بشار الأسد، وبالتالي فإن التأثير سيكونُ مختلفاً بقوة.
ما يتجلى هو أنّ سوريا قد لا تفتحُ البابَ الرئاسي أمام باسيل، لأنه ليس الأقرب إليها من رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية. فمن جهة، قد يكون لدى سوريا اهتمام كبير باستقرار لبنان اقتصادياً وسياسياً بعد مخاضٍ طويل، وهذا الأمر قد لا يوفره باسيل كونه شخصية "استفزازية" داخلياً والتجربة مع عهد عون الذي دعمه أثبتت فشلها. كذلك، فإن وصول الأخير إلى سدّة الرئاسة قد لا يُريح "حزب الله" على أكثر من جبهة، وبالتالي فإن عملية الإنهاك ستكون كبيرة ومُتجددة.
بناء على ذلك، فإن سوريا وخلفها "حزب الله" لا يريدون "رئيساً" متلوّناً "يطعن بالمقاومة ويتآمر عليها"، وهذا الأمرُ أرساه بقوّة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل أيام. إلا أنه في المقابل، قد لا تُمانع سوريا بوصول رئيسٍ يحظى بموافقة متقاطعة من الدول الأخرى الأساسية مثل السعودية، وهنا الأساس الذي لا يُمكن إغفاله أبداً.
ما يمكنُ جزمه هو أنّ الرئيس العتيد يجب أن يُريح السعودية في بادئ الأمر مثلما يريحُ سوريا، وبالتالي فإنّ الصيغة التي ستُحقق وصول رئيس للجمهورية سترتبطُ مجدداً بـ"السين - سين" (أي السعودية وسوريا)، والأمر هذا لن يتجلى إلا بتقارب واضح بين الدولتين سيُسفر حُكماً عن التسوية المرتقبة، والتي قد يكونُ باسيل خارجها.
هنا، تقول مصادر سياسية موالية لمحور 8 آذار لـ"لبنان24" إن الإشارات التي تلوحُ في الأفق سُورياً وسعودياً، تشيرُ إلى أن حدّة الصراع بين الدولتين تراجعت بقوة، وما يمكن تبيانه أيضاً هو تراجع المواقف العدائية بين الدولتين مقارنة بالمرحلة السابقة. وتضيف المصادر: "لهذا، فإنّ التسوية قد تمرّ عبر السعودية وسوريا، علماً أن التقارب بين الجهتين وصل إلى مراحل متقدمة خلف الأضواء بمساعٍ عربيّة، وقد يُترجم هذا الأمر في لبنان، والأيام المقبلة قد تكشف ذلك".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|