أورتاغوس المباشِرة وقبعة المفاجآت اللبنانية!!

يتحضّر لبنان الرسمي لاستقبال نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي ستجري محادثات مع كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، على أن يلاقوها بموقف موحد من المطالب التي سبقتها إلى بيروت، في مقدمها انشاء اللجان المدنية الثلاث للتفاوض مع إسرائيل في مواضيع الأسرى والأراضي المحتلة حديثا وترتيب الحدود البرية الجنوبية بما فيها النقاط الـ١٣ المختلف عليها.

تأتي زيارة أورتاغوس على وقع تصاعد وتيرة الضغوط الاميركية والاسرائيلية بدءا مما حكي عن تجميد لاجتماعات لجنة المراقبة وصولا الى تأمين الغطاء لاستمرار الاعتداءات الاسرائيلية جنوبا وعلى تخوم بيروت.
ومعلوم أن أورتاغوس تستخدم أسلوبا خطابيا مباشرا، مستفزا في بعض الأحيان وينطوي على نبرة عالية وثقة ظاهرة في النفس، خصوصا متى كانت في صدد نقل رسائل حرفية، سواء من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو من رئيسها المباشر المبعوث ستيف ويتكوف. لذلك يتوقع أركان الحكم أن تكون المحادثات معها صعبة وربما تنطوي على بعض من التشنّج لا سيما عند طرحها التفاوض المباشر مع إسرائيل. لذا استُبقت الزيارة بتنسيق بين عون وبري وسلام يرمي إلى استيعابها والبناء قدر الإمكان على الخلاصات التي ستخرج بها.
ولئن سيتمسك لبنان برفض التفاوض المباشر المدني- الديبلوماسي المشترك. وهو مطلب أميركي ملح، تردد أن رئيس الحكومة سيطرح على الموفدة الأميركية اعتماد الديبلوماسية المتنقّلة أو المكوكية، على غرار التجربة الناجحة التي قام بها سابقا المسؤول الأميركي السابق آموس هوكستين والتي أدت في النهاية الى إنتهاء أزمة الحدود البحرية والتوقيع على اتفاق نهائي لهذا الغرض.
ويُنتظر كذلك الرد اللبناني على المطلب الأميركي بخصوص نزع سلاح حزب الله ضمن جدول زمني يحدد الآلية والتوقيت والوقت، علما أنه سبق له أن حدّد المقبول في ما خص السلاح، بما لا يؤدي الى تدهور دواماتيكي نتيجة أي مواجهة عسكرية بين الدولة والحزب. ويبقى هذا الخيار مستبعدا لمعرفة القائمين على القرار والقيّمين عليه على حد سواء أنه ممنوع اي مسّ بالسلم الاجتماعي.

الحدث - ميرا جزيني