تباين المواقف الدولية يعمق أزمة سلاح "حزب الله"
رأى خبراء أن لبنان يقف عند "مفترق طرق خطير"، بسبب التباينات بين الولايات المتحدة وفرنسا حول مستقبل سلاح ميليشيا "حزب الله"، وسط تصاعد الضغوط الدولية لتطبيق القرارات الأممية.
وبينما تسعى أطراف إلى فرض جدول زمني لنزع سلاح الحزب، يرى آخرون أن المسألة مرتبطة بملفات إقليمية معقدة، بما في ذلك مستقبل النفوذ الإيراني والصراع مع إسرائيل.
ويشير خبراء إلى أن واشنطن تدفع باتجاه تفكيك البنية العسكرية لحزب الله ضمن إستراتيجية أوسع لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يتماشى مع سياسات إسرائيل التي ترى في الحزب تهديداً مباشراً لأمنها.
وفي المقابل، هناك من يرى أن أي خطوة في هذا الاتجاه دون تنفيذ متطلبات أخرى، مثل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف إطلاق النار، قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع داخلياً، وربما الدخول في مواجهة مفتوحة.
في هذا السياق، تبرز زيارة مورغان أورتاغوس، نائب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، إلى بيروت، حاملة معها مقترحات لتطبيق القرارات الأممية بحزم، وسط حديث عن تفويض أمريكي لاستخدام وسائل ضغط متعددة، بما فيها الخيارات العسكرية.
"على المحك"
وقال الكاتب والباحث السياسي سركيس أبو زيد، إن "مصير لبنان بات على المحك في ظل تضارب مصالح الدول الكبرى، والانقسامات الداخلية، وتباين البرامج المطروحة بشأن تطبيق القرار الأممي 1701".
ولفت في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "رئيس الجمهورية جوزيف عون، بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، يؤكد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، باعتبار أن ذلك سيسهل مهمة جمع السلاح وتسليمه، ويؤدي إلى تطبيق القوانين ذات الصلة".
ورأى أبو زيد، أن "طرح تسليم سلاح حزب الله قبل تحقق هذه الشروط يثير مخاوف كبيرة، ويصعب من إمكانية تنفيذ القرار، والمطلوب أولاً التزام الولايات المتحدة وفرنسا بمسؤولياتهما لتنفيذ القرار 1701، لأن ذلك يفتح الطريق أمام الحكومة اللبنانية والعهد الجديد لتطبيق باقي بنود القرارات الدولية، بما فيها نزع السلاح".
واعتبر أن "واشنطن تبدو غير مستعدة للقيام بهذا الدور، وهي منحازة لإسرائيل بشكل واضح، ما يعقّد المشهد السياسي والأمني في لبنان، لكن في حال استمرار التشبث بهذه الطروحات دون تنفيذ متكامل للشروط، فإن البلاد قد تدخل في مرحلة اضطرابات أو فوضى أمنية".
وأضاف أبو زيد، أن "مصير هذا الملف مرتبط أيضاً بمصير الحوار الأمريكي الإيراني، لأن أي تسوية بين الجانبين تنعكس إيجاباً على لبنان".
"تحجيم إيران"
من جهة أخرى، قال المحلل السياسي خالد زين الدين، إن "المشروع السائد حالياً في المنطقة يتمثل في ترسيخ التفوق الإسرائيلي العسكري والتكنولوجي والاقتصادي، بما يمكّن الولايات المتحدة من السيطرة على الممرات المائية وطرق التجارة، وهذا المشروع يتطلب استقراراً أمنياً لا يتحقق إلا عبر تحجيم إيران وأذرعها العسكرية".
وأوضح زين الدين لـ "إرم نيوز"، أن "لبنان تحوّل مؤخراً إلى مركز لتصنيع الأسلحة، وهو ما دفع إسرائيل والولايات المتحدة إلى اعتماد سياسة الحسم تجاه هذا التمدد، سواء عبر ضرب مواقع حزب الله، واغتيال قادته".
واعتبر أن "زيارة مورغان أورتاغوس، نائب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، هي استمرار لمهمة سلفها أموس هوكشتاين، لكنها تُنفذ اليوم بآلية عسكرية أكثر حزماً".
وأشار زين الدين، إلى أن "حرب غزة والحرب على لبنان وتغيير النظام في سوريا وتحجيم نفوذ العراق والعمليات ضد اليمن، كلها خطوات مترابطة تهدف إلى تقويض المشروع الإيراني في المنطقة".
وبيّن أن "الإقليم يشهد إعادة تشكيل تحالفات جديدة، والخطط جاهزة لتنفيذها، بينما يدرك حزب الله خطورة المرحلة المقبلة، خاصة في ظل تأكيد أمريكي نُقل للبنان أن إسرائيل لن تتوقف عن استهداف البنية العسكرية للحزب، وأن إعادة إعمار لبنان لن تتم إلا بعد سحب السلاح وتحويل الحزب إلى كيان سياسي".
ولفت إلى أن "المهلة تنتهي في يونيو/حزيران المقبل، وإن لم يتم التنفيذ، فإن إسرائيل ستقصف الضاحية الجنوبية ومخازن الأسلحة، وسيتم فرض عقوبات قاسية على لبنان تحت الفصل السابع، مع احتمال نشر قوات دولية بقيادة أمريكية، وربما باجتياح بري إسرائيلي للأراضي اللبنانية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|