توافق رئاسي على حصرية السلاح.. و3 مبادىء تفاهم عليها الحزب مع رئيس الجمهورية
تلاسن وتضارب على أحقيّة الوقوف بالصفّ فمتى "تدقّ ساعة" الدولة في لبنان؟؟؟
تطالب وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بين الحين والآخر، ومع اختلاف الوزراء الذي يتعاقبون عليها، بتخصيص حصّة لشرح قضايا معيّنة، أو لاستنكار ما يجري في هذا المكان... أو ذاك... وهذا جيّد في مكان ما.
مواثيق دولية
وفي مثال غير بعيد، دعت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة الى تخصيص مساحة توعوية خلال إحدى الحصص الدراسية لشرح ومناقشة المواثيق الدولية التي تحظّر قتل الأطفال، والتي تدين الانتهاكات الفاضحة لها، إسهاماً في رفع الوعي حولها والدعوة الى احترامها. وهذا جيّد.
ولكن إذا كانت بعض الخطوات جيّدة، أو جيّدة جداً في مكان ما، فهناك أخرى ممتازة، لا سيما في بلد مثل لبنان.
حصص توعية
ففي بلادنا، قد يكون من الأفضل تخصيص حصص أو مساحات توعوية لشرح ومناقشة كل ما له علاقة بإدانة الانتهاكات الداخلية الفاضِحَة أولاً، والتي ليس أقلّها التفلُّت الأمني، وكوارث الصمت والتراخي الرسمي السياسي والقضائي المحلي تجاهه. ناهيك عن حصص توعية حول جرائم كثيرة تحصل باستسهال تام، وبدم بارد في بلادنا.
فمناقشة تلك الأمور مثلاً، هي أقرب من الحديث عمّا يجري في الخارج، وأكثر نفعاً من التشاغُل بما لا علاقة لأجيالنا الطالعة فيه بشكل مباشر.
كما قد يكون من الأفضل في بلادنا، تخصيص حصص ومساحات توعوية لشرح ومناقشة كيفية تحويل الطالب الى مواطن صالح، ورافض لثقافة الفساد والارتهان وبَيْع الذمّة والضمير...
بالإضافة الى حصص ومساحات توعية لنبذ مبدأ الرشوة والسرقة والفوضى، وحول معاني المواطن الصالح والمُنتظِم، ودولة القانون والمؤسسات.
ساعة الدولة؟...
نعم، هذا قد يكون أكثر ما نحتاجه في بلادنا، بدلاً من تحوير أنظار أجيالنا، وجعلهم يتلهّون بمواضيع كبيرة جداً، كمناقشة انتهاكات فاضحة في الخارج.
فالبلد غير الناضج بعد على مستوى داخلي، لا يناقش ما في الخارج من ضُعُفات وانتهاكات وفظائع... وبالتالي، على الداخل أن يشبع أولاً من إصلاحاته، وأن يتنعّم بتحسيناته، وقوانينه، وتشريعاته... قبل أن يتفحّص عيوب الآخرين. والداخل الذي لا يحترم قوانينه هو، والذي يستخدمها كوجهة نظر، أو كرشوة... يتوجب عليه أن يخجل من نفسه أولاً، وأن يُصلحها، قبل أي شيء آخر.
والبلد الذي يتحوّل مطاره الى ساحة اقتتال وتضارُب، بعد تلاسن على أحقيّة الوقوف بالصفّ، ينقصه الكثير الكثير في صفوفه وقاعاته الدراسية المدرسية، الصغيرة قبل الكبيرة. والنّقص الذي ينقصه هنا ليس تخصيص مساحة توعوية لشرح ومناقشة مواثيق دولية في أي شأن كان، ولا تخصيص مساحات إضافية لذكاء اصطناعي، أو... بل حفظ مساحة لشرح أهمية التعوّد على النظام والانتظام ونبذ الفوضى، وكل أشكال وأنواع التفلُّت، في بلد يقتات من كل أنواع "الضربات".
فما حصل في المطار أمس، وهنا أو هناك في أوقات أخرى، هو صورة عن سلطة لبنانية تتشاغل بكل ما لا نفع منه، وتهمل الأساس. فمتى "تدقّ ساعة" الدولة في بلادنا؟
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|