"طبخة البلديات" نضجت.. إلّا اذا!

مع اقتراب شهر أيار، تتسارع التحضيرات الانتخابية على وقع العديد من الاسئلة المشروعة التي تدور في الكواليس نتيجة المخاوف من الظروف التي تتسلل عبر زواريب الأمن وسواها، ما قد يحول دون انجاز الإنتخابات، خصوصا وان كل شيء مُتوقّع في لبنان ومرهون بالأحداث السياسية والأمنية.
في الشكل "طبخة البلديات" نضجت، فالانتخابات قائمة وفق أربع مراحل خلال الشهر المقبل، بداية الخامس منه في جبل لبنان، وفي 11 أيار لبنان الشمالي وعكار، في 17 آيار لبيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، على أن يكون الختام في 25 أيار للبنان الجنوبي والنبطية، ولكن ثمة مؤشرات امنية تدعو الى الخشية نتيجة خطورة التنقل احيانا، ناهيك عن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على المناطق الجنوبية عبر قصف مناطق سكنية، اضافة الى الاغتيالات وحتى قصف البيوت الجاهزة.

وفي هذا السياق، تحذّر مصادر سياسية في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، من أن استمرار عملية نقل السلاح على الطرقات اللبنانية وخصوصاً على الطرقات الدولية، الامر الذي قد يؤثر سلبا على سير الإنتخابات، لا سيما لجهة تحركات الناخبين باتجاه مراكز الإقتراع البعيدة جغرافيا عن مقر اقامتهم، والدليل على ذلك أن الضربات الإسرائيلية لا توفر أية منطقة، اذ طالت مؤخراً مدن لبنانية كالضاحية الجنوبية لبيروت وصيدا وغيرهما، ما يطرح تساؤلات عدّة عن إمكان إجراء هذه الانتخابات في ظلّ حرب إسرائيلية غير معلنة على لبنان.

ومع ذلك، تبقى الأنظار شاخصة، إلى هذه الانتخابات تحديداً الى صناديق الإقتراع كأنها صناديق أسرار كبرى، اذ من المرجح ان تحمل الايام المقبلة في طياتها بوادر معارك طاحنة، حيث يختلط حابل الأحزاب السياسية وحضورها وتمثيلها في البلدات والقرى، بنابل العائلات التقليدية والعلاقات الاجتماعية.
ولكن على اي حال ستكون الانتخابات البلدية والاختيارية كإستفتاء غير رسمي على مدى حفاظ هذه الأحزاب على قوتها الشعبية وثباتها، والتي سترسم بطبيعة الحال وجهة الإستحقاق النيابي لِعام 2026.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"