بوجود السلاح غير الشرعي لبنان في خطر
لماذا لا يُطوى ملف تسليم "حزب الله" سلاحه بسرعة؟ ولماذا تحتاج البديهيات في لبنان مثل تسليم السلاح وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه "حزب الله" إلى طاولات حوار ومفاوضات وتفويضات؟ كلّها أسئلة بديهية تُطرح.
وفيما يحاول نواب "حزب الله" رفع معنويات جمهوره والإيحاء بأنّ "الحزب" يُعيد ترميم قدراته باتت مسألة تسليم السلاح أمراً واقعاً يعرف لبنان الرسمي كما يعي "الحزب" أنها ستحصل سواء برضى قيادات "الحزب" أو بعدمها.
وإن تواضع "حزب الله" قليلًا ونظر في مصلحته ومصلحة لبنان قد يجد في تسليم ما يملك من أسلحة فرصةً تتيح لبيئته التنفس من جديد بعدما حكم عليها بالموت والعزلة. كما تقتضي المصلحة الوطنية أن ينزل "الحزب" عن الشجرة ويعترف بأنّ المغامرات والأسلحة والحروب العبثية لم توصل لبنان إلّا إلى الويلات والدمار والخراب والفقر والقعر.
المعادلة اليوم واضحة: إعادة الإعمار ووجود لبنان على الخارطة العالمية كدولة محترمة لها سيادتها واستقلالها يتطلبان تسليم السلاح. وعودة السياح وأهالي الخليج والاستثمارات التي يحتاجها لبنان تتطلب من "حزب الله" تسليم سلاحه ومن الدولة اللّبنانية القيام بإصلاحات جريئة وكبيرة على قدر ما يحتاج الوضع المحلي.
المسألة اليوم لم تعد إسرائيل وقد أثبت "حزب الله" في معركته الأخيرة أنه غير قادر على حماية لبنان بغض النظر عن الانتصارات الوهمية التي يوزعها. فالواقع يتطلب قراءة جديّة ومراقبة دول العالم وحياة شعوبها ومقارنة ذلك مع الواقع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون عموماً والجنوبيون خصوصاً حتى يُحدد "الحزب" أي حياة يريدها لبيئته.
أمام البلد فرصة سانحة إمّا القيامة من هذا الموت والتخلّي عن محاور الموت والقتال وثقافة التخلّي عن الحياة، أو الاستمرار في دوامة دمار لن تنتهي لصالحنا. وعليه، على "حزب الله" ولو لمرة واحدة أن يضع مصلحة اللّبنانيين أولوية وأن يخرج أقله من هذه الأزمة كطرف فضّل مصلحة بلده على أن يكون ورقة في لعبة محاور أبدت استعدادها للتخلي عنه. فهل يتعظ الواعون في "الحزب" ويُبادرون؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|