"كسر المحرّمات الجوية": مَنْ سمح لطائرات الجيش بالعودة إلى الجنوب؟
هل يبحث علويو لبنان عن تموضع سياسي يغادرون فيه تحالفهم مع حزب الله؟
هل بات علويو لبنان القاطنون في طرابلس وعكار، في وضع يجعلهم يفكرون في فك ارتباطهم المعروف بـ"حزب الله" ومحوره الآيل إلى ضعف، وبالتالي بدأوا جديا التفكير في تموضع سياسي جديد مختلف عن تموضعهم التاريخي؟هذا السؤال ازداد طرحه إلحاحا في الأيام القليلة الماضية بعدما ظهر النائب عن المقعد العلوي في طرابلس الدكتور ناصر حيدر على شاشة إحدى محطات التلفزة اللبنانية أخيرا ليتحدث بلسان صريح عن:
- عتب كبير يختزنه الاجتماع العلوي اللبناني على "حزب الله" بفعل صمته المستهجن عن أحداث الساحل السوري التي طاولت بالأذى والضرر علويي تلك البقعة الجغرافية وأفضت إلى مقتلة فيهم، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف منهم إلى لبنان هربا من "حرب إبادة".
- خيبة أمل من أداء قيادة الحزب بعدما قطعت تواصلها معه، واختارت أن تبدي له "الوجه المعادي الراغب في إعادة مد خطوط التواصل معه".
كلام هذا النائب البارز حديثا على المسرح السياسي أثار عاصفة من ردود الفعل في أوساط الطائفة العلوية التي بدت أخيرا في حال اضطراب وقلق، وعزز أيضا ما أشيع عن أن هذه الطائفة في حال بحث عن خيارات جديدة بعد التحولات العاصفة في الساحة السورية.
لكن النائب ناصر يرفض في اتصال لـ"النهار" أن يعتبر كلامه المتلفز من مؤشرات الرغبة في إعادة تموضع سياسي جديد له ولطائفته.
ويقول: "نحن ثابتون في خطنا السياسي، وقد دفعنا وما زلنا ندفع في لبنان وسوريا الأثمان الباهظة لهذا النهج، ولكن ليس من موقع التابع الطارىء بل من موقع الشريك في الاقتناعات الراسخة".
لكن ناصر يصرّ على القول إن "بعض المجلس السياسي للحزب أخطا إلى حد بعيد في التعامل معنا، بل أكثر من ذلك، هو أساء إلينا وعمل على طعننا في الظهر، سواء من خلال انحيازه إلى جانب فريق سياسي في الطائفة أو على صعيد سلوك الحزب معنا إبان النزوح الجنوبي إلى بعل محسن في حرب الإسناد".
ويضيف: "يا للاسف"، كان الستار الذي تدثروا به لتبرير هذه الإساءات إلينا أنهم متحالفون مع نظام الرئيس بشار الأسد وداعمون له".
ويؤكد ردا على سؤال أن ما أطلقه من مواقف مثيرة للجدل، "يعبّر عن رأي فئة وازنة من المجتمع العلوي اللبناني، لذا إن أرادوا أن يعتبروا كلامي بمثابة رسالة سلبية، فهم أحرار، لكن الثابت عندنا أننا لا نقول قولنا هذا بهدف الانزياح وإعادة التموضع والانقلاب على تاريخنا ونهجنا السياسي".
ويخلص ناصر: "نحن لسنا في حال قطيعة مع الحزب، كما لسنا في وارد فتح سجال معه أو معركة ضده، لكن من حقنا أن نفصح عما يجول في خاطرنا ويؤلمنا لكوننا نراه طعنا في الظهر".
بطبيعة الحال، يرفض النائب السابق عن المقعد العلوي في طرابلس وأحد أعضاء الفريق السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، علي درويش، أن يعلّق على كلام ناصر، لكنه يعرب عن اعتقاده بأمرين:
"الأول أن ثمة فئة من الطائفة لا تتبنى بالضرورة هذه المواقف.
الثاني أنه ليس الآن وقت هذا الكلام وهذا الانتقاد الحاد".
ويستطرد: "في اعتقادي أن الوضع العلوي الحالي في لبنان وخصوصا بعد التطورات الأخيرة على الساحة السورية ونتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان، لا يحتمل أن يظهر العلويون أو فئة منهم بمظهر الراغب في فتح أبواب مواجهات سياسية مع آخرين. فالطائفة العلوية أكثر المتأثرين سلبا بالتحولات في سوريا التي كانت على الدوام عمقهم العربي، لذا فأنا أرى أن الأسلم والأكثر عقلانية وموضوعية، أن تتخذ هذه الطائفة التي تشكل أقلية في محيط، موقعا وسطيا يتناغم مع محيطها السني ويتعايش معه، خصوصا أنها جزء من النسيج المجتمعي الوطني في الشمال خصوصا".
وبعيدا من هذين الرأيين، الواضح أن علويي الشمال يجدون أنفسهم أمام مرحلة مختلفة وتحديات إضافية، إذ من الواضح أن "القيادة" التي فرضت نفسها على مدى عقود قابضا أول على مقاليد "اللعبة" في الساحة السياسية العلوية هي الآن في حال احتجاب وضعف منذ فترة، في حين أن واقعا جديدا بعد نتائج "حرب الإسناد" والتحولات السورية فرض نفسه على كل الطائفة، وهو ما سمح لبعض أبنائها ونخبها بأن يجدوا الفرصة سانحة لتأكيد الحضور، من منطلق أن الفراغ مذموم وممنوع في السياسة، ويتعين أن يتقدم من يسعى إلى ملء الفراغ.
ابراهيم بيرم - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|