سقط سهواً... الحرب لم تبدأ في 13 نيسان 75

الأحد 13 نيسان 1975، وقعت حادثة "بوسطة عين الرمانة" إثر استشهاد المسؤول الكتائبي الياس بو عاصي.

الإثنين 14 نيسان 1975، لم يكن "اليوم الثاني" لاندلاع الحرب، بل بداية أسبوع عمل جديد ، الناس ذهبوا إلى أعمالهم، واعتقد كثيرون بأن ما حصل في عين الرمانة "حادثة وانتهت".

بعد ذلك كانت تندلع " جولات قتال متقطعة"، واصطُلِح على تسميتها آنذاك، "الجولة الأولى والجولة الثانية" وصولًا إلى الجولة الثالثة عشرة.

عام 1975 كان "جولات قتالية" أكثر مما كان بداية حرب. الحرب الحقيقية بدأت في مطلع العام 1976 بدخول وحدات من الجيش السوري عبر البقاع الشمالي، وبسقوط بلدة الدامور ، ودخول مصطلح "التهجير" على قاموس الحرب، ثم توالت الانهيارات، من انقلاب الأحدب إلى انقسام الجيش وإنشاء "جيش لبنان العربي" بقيادة الملازم أحمد الخطيب.

تحلَّلت الدولة وانقسم الجيش، وكانت فصول شتاء وربيع وصيف 1976، هي "الفصول" الحقيقية للحرب التي لم تنتهِ، نظرياً إلا بدخول القوات السورية إلى لبنان في خريف ذلك العام، تحت غطاء "قوات الردع العربية".

كما لم تبدأ الحرب في 13 نيسان 1975، كذلك لم تنتهِ في تشرين الأول 1976.

فقبل 1975، كانت هناك أكثر من محطة متفجرة قبل 13 نيسان 1975، وكان يمكن أن تشكل كل محطة "موعداً" لبدء الحرب: من أحداث صيدا في شباط من العام ذاته، وإصابة معروف سعد ثم وفاته لاحقاً إثر تلك الأحداث، وقبلها الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفلسطينيين في أيار من العام 1973، وقبلها الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفلسطينيين أيضاً عام 1969والتي أدت إلى "اتفاق القاهرة"، وإذا أكملنا "العودة إلى الوراء" فإننا نصل إلى أحداث 1958 التي سمِّيت زوراً "ثورة 58"، والتي وقعت بعد خمسة عشر عاماً على نيل لبنان استقلاله عن فرنسا عام 1943.

إذاً، "الجولات المتقطعة " للحروب اللبنانية لم تبدأ في نيسان 1975، بل عام 1958، وكذلك الحرب لم تنتهِ في تشرين الأول 1976 بل... ما زالت مستمرة.

إنها من أطول الحروب في العالم في أحد أصغر البلدان على الكرة الأرضية.

وتحديد 13 نيسان 1975 تاريخاً لبدء الحرب، "خطأ شائع" .

جان الفغالي