محليات

الرابية للشيعة ومعراب للدروز وبكفيا للسُنّة مقابل المختارة للموارنة وحارة حريك للأرثوذكس؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بدلاً من الانهماك بعناوين إلغاء الطائفية السياسية، والدولة المدنية، والعلمانية... بما يُطرب بعض الآذان السياسية والحزبية المحلية، لم لا ينصرف الجميع الى مكمن المشكلة، لمحاولة إيجاد الدواء للداء؟

"خلطة"...

فمشكلة لبنان الأساسية ونظامه... ليست بالتعددية الطائفية والمذهبية الموجودة فيه، بحدّ ذاتها، بل بكيفية استثمارها، وبمن يستثمرها، أي بالأحزاب اللبنانية تحديداً التي تتاجر بكل شيء محلي لمصالحها، وصولاً الى الطوائف والمذاهب.

وانطلاقاً من ذلك. وبما أن كل زعماء الأحزاب ينادون بالدولة المدنية، وبالعلمانية، وبالخروج من الممارسات الطائفية والمذهبية، فلماذا لا تبدأ تلك الأحزاب من ذاتها أولاً؟

وبتعبير أوضح، لماذا لا يُصبح رئيس هذا الحزب أو التيار المسيحي أو ذاك، شيعياً مثلاً، أو درزياً، أو سُنياً، أو علوياً...؟ والعكس صحيح أيضاً، بجعل رئيس هذا الحزب أو الحركة أو التيار... الدرزي أو السُني أو الشيعي من طوائف مسيحية، كأن يكون مارونياً مثلاً، أو أرثوذكسياً، أو كاثوليكياً، أو أرمنياً...؟ طبعاً، مع إجراء "خلطة" طائفية ومذهبية لدى كل الأحزاب على صعيد المجالس الداخلية فيها، ورؤساء الأقاليم، ورؤساء الأقسام الحزبية... وصولاً الى تأثيراتها داخل الجامعات والنقابات... هذا طبعاً مع القيام بإصلاحات داخلية مستمرة فيها على مستوى الفكر والتثقيف السياسي، وحتى الإيديولوجيا، من خلال تلك "الخلطة"؟

"فكر سياسي"

ففي تلك الحالة، ستتغيّر فلسفة الممارسة السياسية المحلية عموماً، والحزبية خصوصاً، وستبدأ الخطوات الأولى لإلغاء الطائفية السياسية، ولانتزاع البلد من الاستثمار الطائفي والمذهبي، ولتحرير الشعب من الاستزلام الحزبي والعبودية الحزبية المُقدمَة لهم بصورة "فكر سياسي" يعلّمهم كيف يأكلون ويشربون ويستحمون... فيما هو ليس في الواقع أكثر من تفريغ للعقول، واحتلال للنفوس.

المشاكل العائلية

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "الأحزاب هي التي تقف خلف إثارة موضوع إلغاء الطائفية السياسية تبعاً لمصالحها، بينما هي طائفية بكليّتها. فكل الأحزاب اللبنانية طائفية، باستثناء "القومي" و"البعث". ولكن هذين الأخيرَيْن ليسا حزبَيْن لبنانيَّيْن في الأساس، بل يتمتعان بامتدادات وأهداف إقليمية أصلاً، لا دخل للواقع اللبناني بها بحدّ ذاته".

وشدد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "إلغاء الطائفية السياسية هي شمّاعة يستعملونها. ولكن بدلاً من ذلك، فلتُظهر الأحزاب المحلية كلّها استعدادها لنبذ الطائفية والمذهبية، بدءاً من الدفع باتّجاه إقرار الزواج المدني الإجباري للجميع، وعدم التدخل في المشاكل العائلية التي تنشب في بعض المناطق حيث تحصل زواجات مختلطة. ففي بعض المناطق، تُستشار القوى الحزبية ويتمّ إشراكها بالمشاكل في حالات الزواجات المختلطة".

انتفاع حزبي

وأكد المصدر أن "الزعامات الحزبية هي الزعامات الطائفية والمذهبية الأولى، وهي العدو الأول لإلغاء الطائفية السياسية".

وأضاف:"بدأ الشيعة في لبنان يُنادون بهذا العنوان، بعدما باتوا أكثر قوة من الآخرين، ولظنّهم أنهم من خلال إلغاء الطائفية السياسية سيحصلون على الحصص والتأثير الأكبر في السلطة. بينما قبلهم كان السُنّة يطالبون بذلك، عندما شعروا بالقوة خلال فترة الحرب الأهلية، وانخراطهم الكبير في القضية الفلسطينية".

وختم:"لبنان قائم على الانتفاع الحزبي بشكل أساسي. فالأحزاب المسيحية، والشخصيات السياسية المسيحية المؤثّرة، تُدخِل هي بدورها الآلاف من غير المسيحيين الى مؤسسات الدولة خلال بعض الحقبات وعبر بعض الوزراء مثلاً، لا لرغبة منها بنبذ الطائفية والمذهبية، بل تبعاً لتبادل مصالح بينها وبين الأحزاب والأطراف الإسلامية والدرزية، وبهدف تسهيل حجز مقاعد لفلان المسيحي على حساب فلان مسيحي آخر، من حزب مسيحي آخر، في بعض أنواع الحقائب أو المناصب داخل الحكومة أو البرلمان أو وظائف الدولة عموماً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا