سابقة أعادت الأمل لكثيرات راغبات بتحقيق حلم الأمومة.. إليكم التفاصيل

شكلت ولادة الطفلة البريطانية "آيمي " سابقة طبية في بريطانيا لاعتبارها أول طفلة تأتي إلى الحياة نتيجة عملية زرع رحم ناجحة. وكانت الشقيقة الكبرى للأم قد تبرعت لها برحمها في عام 2023 حتى تتمكن من الإنجاب لاعتبارها ولدت من دون رحم ما سمح لها بتحقيق حلم الأمومة.

أعادت هذه السابقة الأمل لكثيرات راغبات بتحقيق حلم الأمومة وهن يعانين من فقدان الرحم. علماً أن التقديرات تشير إلى أنه في بريطانيا 15 ألف امرأة بسن الإنجاب وليس لديهن رحم سليم.

كان هذا الإنجاز المهم في بريطانيا، لعملية ولادة إثر عملية زرع رحم ناجحة والذي منح الأمل لآلاف النساء اللواتي ولدن من دون رحم، قد تحقق في دول عديدة قبل سنوات، ومنها لبنان.

أجريت أكثر من 100 عملية زرع رحم ناجحة في العالم، معظمها من متبرعات على قيد الحياة. إلا أن أول عملية ناجحة أجريت في السويد في عام 2014، وولد آنذاك الطفل فنسنت. وبين عامي 2016 و2021، خضعت 33 امرأة عمليات زرع رحم ناجحة في الولايات المتحدة الأميركية. ومع حلول عام 2022، أنجبت 19 منهن 21 طفلاً.

في لبنان، سجّلت أول ولادة ناجحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عملية زرع رحم أجريت لسيدة بعمر 28 عاماً، ولدت من دون رحم، في مركز بلفيو الطبي، تبرعت به لها والدتها البالغة من العمر 50 عاماً.

وكانت عملية زرع الرحم قد أجريت في عام 2018، فيما تمت الولادة بعد 11 شهراً من تاريخ إجراء عملية زرع الرحم وأنجبت على أثرها الطفلة "آية". فكان لبنان من دول العالم القليلة التي تنجز مثل هذه الجراحة، لا بل كان لبنان بين الدول العشر في العالم التي تعيد الأمل للنساء غير القادرات على الإنجاب بتحقيق حلم الأمومة. علماً أن الأم اكتشفت أنها تعاني من حالة تعرف بـ "الرحم الطفولي" وهي في سن 17 سنة. لذلك، لم تنجح كل المحاولات في تغيير حجم الرحم طوال 8 سنوات بعد زواجها، وبعد كل محاولة كان تعاني خيبة جديدة.

في حديثها إلى "النهار" بعد ولادة طفلتها آية، كانت ريهام قد عبرت عن سعادتها بأمومتها بالقول"لا شيء مستحيلاً، وأنا ايلوم أحمل نعمة بين أحضاني اسمها آية التي أصبحت كل حياتنا وضحكة بيتنا. لم أتخيل أني سأعيش هذه الفرحة وما سعيت لأجله أصبح حقيقة أمامي. أتمنى ألا يحرم أحد من نعمة الأمومة. ما عشته معجزة تتحقق. لا يمكن أن أصف شعوري وأنا أحمل هذه النعمة بين يدي".

أجريت الجراحة آنذاك بقيادة الطبيب الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد البروفيسور جوزيف عبود، بالتعاون مع فريق طبي سويدي متخصص يقوده البروفيسور ماتس برانستورم والطبيبة اللبنانية الأصل الدكتورة رندا عاقوري.

بعد الولادة الأولى، عادت ريهام وأنجبت ولداً بصحة جيدة أيضاً. وأجريت في مركز بلفو الطبي حتى اليوم ثلاث جراحات زرع رحم وولادات وهناك حالتي حمل حالياً. فأعادت بذلك الأمل إلى أكثر من 100 ألف امرأة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعانين حالة خلقية مماثلة بحسب التقديرات. علماً أن عملية زرع الرحم قد تجرى لسببين:

- تكون المرأة قد ولدت من دون رحم في مشكلة خلقية تعرف ب"الرحم الطفولي" في حالة تصيب فتاة من كل 5000. في هذه الحالة تكون للفتاة مبيض وأنابيب لكن لا رحم لديها دون أن تظهر أعراض تشير إلى ذلك ولا يلاحظ إلا غياب الدورة الشهرية.

- وجود مشكلة في الرحم أو عدم وجوده بسبب استئصاله المبكر. وعندها تكون الحالة أكثر سهولة بالمقارنة مع الحالات التي تولد فيها الفتاة من دون رحم.

تجرى العملية بعد إيجاد متبرعة مطابقة جينياً بما يسمح بإجرائها وبعد التأكد من أن رحم المتبرعة والاوعية الدموية لديها بحالة جيدة بالفحوص والصور الشعاعية وانه ما من مشكلة تمنع إجراء العملية.

كارين اليان -النهار