من الطريق إلى القدس… إلى الطريق إلى مسقط
هل كان ينبغي أن تُباد غزة وتُسبى القضية الفلسطينية؟ هل كان يجب أن يدفع لبنان ثمناً باهظاً لـ”التنمر الإسنادي” للوكيل “حزب الله” الذي نُكب بقياداته وعناصره؟ هل كان يفترض أن يسقط “ديكتاتور دمشق” على مقصلة مصالح ولي الفقيه؟ هل كان لزاماً أن يتلقى “الحوثيون” ضربات قاسية متتالية من السلطان الأميركي؟ وهل كان على إيران أن “تضحي” بكل أذرعها وخدامها في المنطقة، وترتفع معها التهديدات بأن تصبح هي نفسها عرضة للعقاب، فقط لتتجه بحماس نحو “الشيطان الأكبر” بحثاً عن اتفاق يقيها الخراب؟
إنها “حياكة سياسية” بلا أخلاق. الطريق من طهران إلى مسقط عبّدته دماء عربية وخراب مدن عربية، بعد أن خلعت “الجمهورية الإسلامية” ثوب “التقية” الذي ارتدته باسم “الطريق إلى القدس”… فكان الطريق إلى مسقط.
“لبنان الكبير”: 4 سنوات على الانطلاقة
اختار موقع “لبنان الكبير” يوم 13 نيسان 2021 لانطلاقته، حاملاً رسالة واضحة العنوان: “لبنان الدولة، الوطن، والطائف”. ومنذ ذلك الحين، مرّت أربع سنوات كانت حبلى بالأحداث، الأزمات، والحروب. أربع سنوات لم يتراجع فيها “لبنان الكبير” عن أداء رسالته، بل واجه الصعاب والمحن بثبات، حاملاً راية الوطن فوق كل اعتبار.
كان خطّه التحريري وطنياً بامتياز، لا يفرّق بين لبناني وآخر، بل يضع النقد في مكانه الصحيح: حق مشروع، ووسيلة للدفاع عن الوطن النهائي لجميع اللبنانيين. لا مكان للفاسدين، ولا للمرتزقة العاملين لأجندات الخارج، ولا لسلاح خارج كنف الدولة.
“لبنان الكبير” لا يحلم بلبنان الممكن فحسب، بل بلبنان اليوتوبيا – لبنان السيادة والعدالة، الدولة القوية التي ينتمي إليها أبناؤها بإيمان، ويُنبذ فيها الظلام والارتهان. سيبقى الموقع على العهد، يغطي الحدث بدقة، ويُمارس النقد بجرأة، ويُطلق “اللطشات” حين يلزم، في وجه كل من يسيء إلى الوطن والطائف.
مواقع “الحزب” تحت سيطرة الجيش اللبناني
على الصعيد الداخلي، أفاد مصدر مقرّب من “حزب الله” لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أن معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني بات تحت سيطرة الجيش اللبناني، موضحاً أن الحزب سلّم نحو 190 من أصل 265 نقطة عسكرية محددة في هذه المنطقة.
وأكد مصدر أمني لبناني أن الجيش، بالتعاون مع “اليونيفيل”، فكك معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني، ويعمل حالياً على إنهاء كامل السيطرة الحزبية على هذه المواقع.
عون: لا حماية للبنان إلا بالدولة والجيش
بمناسبة مرور 50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية، وجّه رئيس الجمهورية جوزاف عون رسالة الى اللبنانيين شدد فيها على أن العنف والحقد لم ولن يكونا حلاً لأي مشكلة. ودعا إلى التمسك بالدولة ومؤسساتها كمرجعية وحيدة لجميع اللبنانيين، معتبراً أن الوقت قد حان لبناء دولة قوية وسيدة وعادلة
ورأى الرئيس عون أن الصواريخ المجهولة التي تُطلق من الجنوب مؤامرة خبيثة تستهدف استقرار لبنان، مؤكداً أن لا حماية للبنان إلا من خلال الجيش والدولة.
“الحزب” ينتقد المطالبة بسحب “عناصر القوة”
انتقد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”” النائب رامي أبو حمدان، الأصوات التي تطالب بسحب عناصر القوة من لبنان، معتبراً أن ذلك يتجاهل التضحيات التي قدّمها “حزب الله”. وأكد أن النقاش مع الحزب يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الاحترام والمسؤولية.
وأثنى أبو حمدان على مواقف الرئيس عون الأخيرة، لا سيما تجاه المقاومة، معتبراً أنها تنمّ عن وعي للتوازنات اللبنانية. ورأى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن خلق الأزمات في لبنان، وتوجّه سهامها دائماً نحو المقاومة، التي تُعدّ برأيه عنصر القوة الحقيقي في البلاد.
محادثات أميركية – إيرانية في مسقط
في مسقط، عُقدت محادثات نادرة بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، استمرت نحو ساعتين، وتخللتها تبادلات غير مباشرة للرسائل، تلاها حوار مباشر قصير بين الجانبين.
أجواء ودية وهدف مشترك
وأعلن البوسعيدي أن اللقاء جرى في “جو ودي”، مؤكداً أن الغاية هي الوصول إلى “اتفاق عادل وملزم” بشأن البرنامج النووي الايراني. وأشار إلى أن عُمان ستواصل جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي.
ووفق مصادر عُمانية تركّزت المفاوضات على الملف النووي الايراني، وشملت النقاشات أيضاً تهدئة التوتر الاقليمي، تبادل السجناء، وتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي. غير أن طهران نفت رسمياً بحث ملف السجناء، وأكدت أن المباحثات اقتصرت على الجوانب النووية.
الجانب الايراني: نية للتفاهم ولكن بشروط
عند وصوله إلى مسقط، أكد عراقجي أن طهران تسعى إلى “اتفاق عادل وشريف من موقع متكافئ”. وأضاف لاحقاً أن الجلسة المقبلة ستتناول “الأطر العامة للاتفاق المحتمل”، مشدداً على التزام الجانبين بمواصلة الحوار. وأجرت طهران مشاورات تمهيدية مع عُمان قبل اللقاء، وطلبت الإبقاء على الطابع غير المباشر للمحادثات.
الموقف الأميركي: لا لسلاح نووي
أما ويتكوف، وبدعمه تصريحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأكد أن الخط الأحمر للولايات المتحدة هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وأشار الى أن البداية لأي اتفاق تبدأ بـ”تفكيك البرنامج النووي”. وتوقفت بعثة ويتكوف في موسكو قبل التوجه إلى مسقط، وسط إشارات عن رغبة روسية بالتوسط في هذا الملف.
مواقف إيرانية رسمية
المتحدث باسم الخارجية الايرانية، إسماعيل بقائي، شدد على أن الهدف الوحيد لطهران هو “تأمين المصالح الوطنية عبر الديبلوماسية”. وأكد أن الجولة الحالية هي بداية لمسار تفاوضي، وأن الطرفين تبادلا المقترحات عبر الوسيط العماني. كما دافعت إيران عن سجلها في المفاوضات، مشيرة إلى استعدادها لاتفاق بناء إذا أظهرت واشنطن جدية.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الايرانية فاطمة مهاجراني إن طهران تفضل مفاوضات “دقيقة وواضحة، بلا ضجيج أو استعراض”، مؤكدة أن هذا يقطع الطريق أمام محاولات تشويه المفاوضات. ومنح المرشد الايراني علي خامنئي، وفق مصادر إيرانية، الصلاحيات الكاملة لعراقجي في المحادثات، التي ستُحصر في الملف النووي، حسب ما نقلت “رويترز”.
توتر إقليمي وتحذيرات
تُجرى المحادثات في ظل تحذيرات أميركية من تصعيد عسكري، ولوّحت إيران بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا استمرت التهديدات. من جانبها، قالت واشنطن إن مثل هذا التصعيد سيشكّل “خطأً في الحسابات”. كما حذّرت طهران دول الجوار من “عواقب وخيمة” في حال شاركت بأي هجوم أميركي.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يكفي لإنتاج 6 قنابل نووية، حال رفع مستوى التخصيب إلى 90%. وتخشى القوى الغربية أن تغير طهران مسار برنامجها لأغراض عسكرية، على الرغم من نفي إيران المستمر. ودعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى التوصل لاتفاق “في أقرب وقت”، مشيراً إلى أن التفاهم لا يزال ممكناً إذا توافرت الارادة السياسية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|