الصحافة

مفاوضات "النووي" لا تعيد لبنان إلى 2015 ..سلاح "حزب الله" تحت مقصلة الأميركي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يستمر السجال اللبناني محتدماً حول سلاح "حزب الله" لسحبه أو استيعابه، في وقت يشدد مسؤولو الحزب على أنه ليس للبحث أو المقايضة. فالحزب ليس مستعداً لتسليمه، انطلاقاً مما لا يزال يعتبره نقاشاً في الاستراتيجية الدفاعية. وبينما دخلت إيران والولايات المتحدة في مرحلة التفاوض التي نقل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أجواء إيجابية عنها، يعتبر الحزب أن طهران لن تتركه، حتى لو تم التوصل الى اتفاق.

لكن التفاوض، يختلف هذه المرة عما كانت عليه الأمور عند التوقيع على اتفاق 2015، إذ أن إيران ليست في القوة نفسها ولا أوضاعها الداخلية مستقرة، فيما تعرّض المحور الذي تقوده في المنطقة لضربات كبرى، وبالتالي وافقت على التفاوض بعدما وصل الخطر إلى بيتها.

مسار التفاوض الإيراني- الأميركي، لا يعني أنه سينزع من طهران كل عناصر قوتها، لكن حين ينطلق بشروط أميركية، فإن تحكم إيران بعواصم عدة في المنطقة لن يكون كما في السابق. والأمر ينسحب أيضاً على السلاح لدى أطراف المحور، خصوصاً "حزب الله" حيث لا يعود هناك أي أهداف إقليمية له، لكن يبقى الخطر في وظيفته الداخلية إذا تمسك الحزب بسلاحه في شمال الليطاني. وتنعكس المفاوضات سياسياً أيضاً على لبنان، فالدولة اليوم في وضع أفضل بعد إنجاز استحقاقات الرئاسة والحكومة برعاية دولية مباشرة، فيما خلف اتفاق 2015 في ظل موازين قوى مختلة لصالح المحور، انتخاب ميشال عون للرئاسة (2016)، ومعه التحكم بالقرار اللبناني لمصلحة الحزب.
في المعلومات، أن الولايات المتحدة لن تناقش مسألة سلاح "حزب الله" مع طهران، بل هي مصرة على نزعه في لبنان لإنهاء الصراع بين لبنان وإسرائيل والتوصل إلى اتفاق شامل حول ترسيم الحدود. وهذا الامر يعكس وجود قرار دولي بإنهاء دور "حزب الله" العسكري.

وقد اضطر الحزب أن يسلم في موضوع السلاح جنوب الليطاني. ووفق المعلومات أن الجيش اللبناني سيطر على الكثير من المواقع وصادر مخازن عدة. والحزب غير قادر اليوم على التحرك عسكرياً في المنطقة التي جعلتها إسرائيل عازلة وغير قابلة للحياة وممنوع إعادة إعمارها. والجميع في لبنان بات يعتبر أن سلاح الحزب لم يعد له وظيفة في جنوب الليطاني، والأمر بات متروكاً للدولة التي تعمل على حصره بيدها، والعمل لإخراج إسرائيل من النقاط التي احتلتها.
ليس السلاح الذي يملكه "حزب الله" في وضعه الحالي قادر على حماية لبنان. وهذا السلاح باتت تعرف طهران وهي تدخل إلى التفاوض، أنها لم تعد قادرة على توظيفه لمشاريعها في المنطقة، وبالتالي يمكن للجمهورية الإسلامية أن تتخلى عنه لأسباب لها علاقة بمصالحها وداخلها بالدرجة الأولى، باستثناء أن إيران التي أشرفت على إعادة تجميع الحزب بعد اغتيال قادته، لا تزال تغذيه مالياً لمواجهة أعباء كبيرة ومدّه بعناصر قوة لاستمراريته.

ووفق مصدر ديبلوماسي متابع أن لبنان لن يستقر ما لم يتم التوصل إلى صيغة تسمح بسحب سلاح الحزب، وتحصر الأمور بيد الدولة، ثم والأهم تصويب النقاش بين الاطراف اللبنانيين على أولوية السير بإنقاذ البلد، وليس اختراع أعداء في الداخل أو معارك يكون لبنان ضحيتها، فأمر السلاح يتحمل مسؤوليته أولاً "حزب الله" لأن احتفاظه به خارج منطقة جنوب الليطاني يمنح الذرائع ويسبب ضعفاً للدولة، ويحفز الأطراف الأخرى للتسلح، في الوقت الذي لا تزال إسرائيل تحتل أراض لبنانية وتعلن أنها لن تخرج منها.

ابراهيم حيدر -  النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا