استهدفتها بهجوم مرعب.. فهل تكون "سومي" بوابة روسيا نحو "كييف"؟!

في لحظة خاطفة، دوّت الانفجارات في سماء مدينة سومي الأوكرانية، لتعيدها إلى واجهة الأحداث وتضعها في قلب الصراع الروسي الأوكراني. الهجوم الباليستي الذي أودى بحياة العشرات، لم يكن مجرد ضربة عسكرية عابرة، بل كشف عن حقيقة أعمق: سومي ليست فقط مدينة حدودية.. إنها عقدة استراتيجية في بؤرة الحرب المستعرة.

فهذه المدينة، الواقعة على مرمى حجر من الحدود الروسية، لطالما كانت نقطة ارتكاز للطموحات الروسية من جهة، وحصنًا دفاعيًا حيويًا للأوكرانيين من جهة أخرى.

تعود إذن مدينة سومي كرمز استراتيجي وعسكري لا يمكن تجاهله. تقع المدينة في الشمال الشرقي لأوكرانيا، على مسافة تقل عن 50 كيلومترًا من الحدود الروسية، ما يجعلها من أكثر المدن عرضة لأي تصعيد مفاجئ أو تحرك عسكري مباشر.

منذ بداية الحرب عام 2022، شكّلت سومي نقطة تماس شديدة الحساسية، فقد حاولت القوات الروسية التقدم عبرها نحو كييف، ولكنها قوبلت بمقاومة أوكرانية عنيفة جعلت منها رمزًا مبكرًا للصمود. واليوم، مع دخول الحرب عامها الثالث، تعود المدينة إلى قلب العاصفة، لا بوصفها هدفًا عسكريًا فقط، بل كجزء من معادلة التوازن الإقليمي التي تسعى موسكو وكييف لإعادة رسمها.

هجوم الأحد، ليس فقط ضربة عنيفة، بل رسالة واضحة بأن روسيا لا تزال ترى في سومي بوابة ونقطة ارتكاز يمكن من خلالها التأثير على العاصمة كييف، أو حتى إجبار أوكرانيا على القبول بوقائع جديدة على الأرض.

من الناحية اللوجستية، تعدّ سومي محورًا حيويًا لحركة النقل والربط بين الشمال الشرقي وأجزاء واسعة من وسط أوكرانيا، ما يجعل استهدافها مؤثرًا في سلسلة الإمدادات، وخطوط الدفاع الأوكرانية. كما أن قربها من الحدود يسمح باستخدامها كنقطة انطلاق أو تراجع سريعة، ما يفسّر التوتر الشديد حولها في كل مرة تُذكر فيها ضمن العمليات العسكرية.

وفيما تتعالى أصوات تتحدث عن إمكانية تقسيم أوكرانيا إلى مناطق نفوذ، كما حدث في ألمانيا خلال الحرب الباردة، تبقى مدينة سومي في موقعها الحرج، بين النار والرماد، حاملةً ثقلًا رمزيًا وعسكريًا قد يكون له أثر كبير على مسار الحرب ومخرجاتها النهائية.