مسار معالجة ملف السلاح انطلق والحزب يتحول الى العملية السياسية
"مسار معالجة ملف السلاح قد انطلق ولا يمكن ان تضيق هوامشه بعد اليوم" هذا ما اكده مصدر مواكب، قائلا عبر وكالة "أخبار اليوم": انها مسألة محورية لا تقل اهمية عن توافق اللبنانيين على وثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف العام 1989.
واضاف: يرى الكثير من اللبنانيين اكانوا من المسؤولين او من الشعب، ان هذا السلاح اصبح عائقا امام قيامة الدولة، من هنا نشأت مفاهيم جديدة كـ: حصرية السلاح او مرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم، استراتيجة الامن القومي وهي العبارة التي يستخدمها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وصولا الى تسمية "الحوار المباشر"مع حزب الله" الذي اصبح مرنا".
واعتبر المصدر ان تصاريح مسؤولي حزب الله تؤكد الالتزام بالتفاهمات على وقف اطلاق النار التي اقرتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لا بل هو يعمل بموجبها بدليل ما يحصل عند اكتشاف الجيش مكامن او مخازن او اسلحة تحديدا في منطقة جنوب الليطاني حيث بادر الجيش الى التعامل معها وفق المتطلبات اللوجستية. وبالتالي حزب الله اصبح يعي جديا ان مسألة السلاح هي مسألة محورية.
ومذا عن مستقبل الحزب؟ قال المصدر عينه: تحول حزب الله الى العملية السياسية والحفاظ على دوره وليس على عقيدته العسكرية والقتالية اصبح امرا متاحا من خلال الاستحقاقين المنتظرين: الانتخابات البلدية والانتخابات النيابية العامة. فاذا حافظ الحزب على مكتسباته البلدية المناطقية، ومن ثم الوطنية سواء تحت مسمى الثنائي الشيعي او كحزب الله يكون قد اجتاز مرحلة حساسة باتجاه تحديد خسائر الحرب الاخيرة والخيارات التي ادت اليها، وعندها يمكن الانتقال الى مرحلة اخرى معززة بثقة شعبية واسعة على الصعيد البلدي المناطقي المحلي كما على الصعيد الوطني. وبالتالي عندها سيكون الحزب على موعد مع اتخاذ القرار الكبير.
علما ان قرار تسليم السلاح على المستوى الوطني متخذ، ولكن ككل فريق يسلّم سلاحه بطريقة او باخرى من جراء حروب – ولبنان شهد حروب كثيرة انغمست فيها اطياف مختلفة- يبحث عادة عن ضمانات، التي من المفترض أن تأتي من الصناديق ومن خلال عملية متدرجة.
وفي سياق متصل، رأى المصدر ان لبنان تحت ضغط متعدد الوجهات:
الضغط الاميركي– اكان مع جدول زمني او من دونه- فالمطلوب ان يكون تسليم السلاح سريعا، هذا الى جانب الضغط المحلي المتمثل باعادة الاعمار والاموال التي ستدخل البلد، وكيفية صرفها، انقاذ لبنان من تداعيات الازمة المالية والاقتصادية والنقدية ... وكل هذا يتزامن مع اطلالة عهد واعد وعليه ان ينجز.
واعتبر المصدر ان الهوامش ضاقت، ومسألة السلاح هي رهن التفاوض المباشر مع اقتناع كامل من قيادة حزب الله انها مسألة محورية لا يمكن بعد اليوم عدم ولوجها بكثير من المرونة وباتجاه النزع او التسليم.
واستطرد المصدر، للتأكيد ان ما ينطبق على سلاح حزب الله من باب اولى ان ينطبق على السلاح الفلسطيني في المخيمات انطلاقا من سوابق حصلت في الناعمة او سواها. كما انه اذا كان هناك من اسلحة اخرى او خطورة ما على الحدود الشرقية يجب ايضا ان تزال، فالجيش اللبناني يتولى الامن في البلاد دون سواه.
وماذا عن التباين في الرأي بين القيادة العسكرية لحزب الله او ما تبقى منها في الهرمية، والقيادة السياسية المتمثلة بالشيخ نعيم قاسم ومجلس شورى الحزب؟ اجاب المصدر: اذا صح ذلك فانه يعقّد الامور ولا يسهلها، ولكن في الوقت نفسه لا يحول دونها، لان القرار الوطني جامع كما القرار الخارجي الاهم ضاغط . اضف الى ذلك التهديد الاسرائيلي المتنامي الذي يناهض كل المواثيق الدولية وحتى قواعد الحرب.
اما اذا لم يكن هذا الامر صحيحا، فيجب ان تبادر قيادة حزب الله الى الحوار المباشر مع الدولة اللبنانية باشراف من الرئيس عون كونه يعلم بالضبط ما هي نتائج عدم بتّ هذه المسألة سريعا، من خلال لجنة واحدة تفاوض باسم لبنان على غرار ما حصل في الترسيم البحري.
وخلص المصدر الى التأكيد ان ازالة هذا السلاح ليس لترك اسرائيل تسرح وتمرح، بل لوقف الاعتداءات والوصول الى الانسحاب من النقاط الخمس او من اي بقعة اخرى محتلة، البت بالنقاط الخلافية على الخط الازرق علما انه خط انسحاب امني لا اكثر ولا اقل، ترسيم الحدود البرية الجنوبية؟
وختم: من هنا يمكن ان ندخل في جدية اكبر لمعالجة كل المسائل الاخرى.
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|