بعيدا عن قاعدتي الساحل.. تحركات روسية "غامضة" وتعزيزات في مطار القامشلي
كشفت مصادر خاصة في القامشلي، شمال شرق سوريا، عن تحركات روسية حثيثة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، محورها مطار القامشلي العسكري، وسط مساع روسية للتواصل مع ضباط النظام السابق الذين فروا إلى مناطق سيطرة "قسد"، وذلك عبر وسطاء لها من المدنيين الذين كانوا يعملون مع القوات الروسية في مطار القامشلي .
وعلم "إرم نيوز" من مصادر خاصة في القامشلي أن متعاونين مع الروس في مطار القامشلي يقومون بعمليات تواصل مع الضباط- وليس الجنود- السابقين في النظام السوري السابق، والذين فروا إلى مناطق سيطرة (قسد) عقب سقوط نظام بشار الأسد صباح يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبحسب المعلومات فإن التواصل لا يتم بشكل مباشر من قبل الجانب الروسي، وينحصر في الوقت الراهن على الضباط الذين لا يريدون إجراء تسوية مع الحكومة السورية الجديدة، أو ممن يعتقدون أن الحكومة لن تقبل تسوية أوضاعهم لضلوعهم في انتهاكات بحق السوريين.
وتشير المصادر إلى أن لا معلومات مؤكدة حول الشكل الحالي من التواصل، ولا معلومات مؤكدة حول طبيعته والدور الذي سيقوم به ضباط النظام السابقون؛ هل هو الإقامة والعمل مع القوات الروسية في القاعدة كحرس للقاعدة، أم أن دورهم سيتعدى وجودهم في الإطار الجغرافي للمطار.
تعزيزات عسكرية روسية
المصادر أكدت أيضا أن روسيا جلبت تعزيزات عسكرية إلى مطار القامشلي خلال شهر مارس الماضي، تضمنت معدات عسكرية وجنودا، تم إرسالهم جوا من قاعدة حميميم، إضافة إلى القيام بتعزيز الحراسة وأدوات المراقبة في محيط المطار، وهو أمر لم تقم به روسيا منذ سقوط النظام السوري.
ويتواصل وصول طائرات الشحن الروسية إلى قاعدة حميميم منذ حوالي الشهر، وآخرها كانت طائرة شحن عسكرية ثقيلة من طراز "أليوشن 76 - il" وسط حالة من التكتم والسرية حول المحتويات التي تنقلها هذه الطائرات، وما إذا كان جزء منها يتم نقله إلى القامشلي.
وترجح المصادر أن روسيا ربما تعمل على تعزيز وجودها في المطار، كخطوة أولى لتأسيس نقطة نفوذ تُقوي أوراقها التفاوضية مع الحكومة السورية المؤقتة، أو من أجل سيناريوهات أخرى محتملة، من بينها تخطيط روسي للبقاء في تلك المنطقة فترة تتعدى وصفها بالمؤقتة.
ولم يحظَ الوجود الروسي في مطار القامشلي على الانتباه الكافي بالرغم من أهميته، فالتركيز ينصب على وجود روسيا في قاعدتي حميميم وطرطوس، وسط غياب لافت للنظر عن الاهتمام بوجودها في مطار القامشلي، والذي يمكن له أن يلعب أدوارا أساسية في سوريا ما بعد سقوط النظام.
وتأتي أهمية وجود روسيا في مطار القامشلي من كونه تمركزا عسكريا قريبا من قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة، وبعيدا عن مناطق نفوذ الحكومة السورية المؤقتة، كما أن المطار لعب سابقا دورا فاعلا ضمن إطار السعي الروسي لتقريب وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والنظام السوري السابق.
وتتخوف المصادر من أن يتحول دور الوسيط السابق الذي قامت به روسيا، إلى دور تنسيقي مع أجنحة في (قسد) ليست راضية عن الاتفاق الذي حصل منتصف شهر مارس/آذار بين الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
وتنظر قوات التحالف الدولي، وخاصة الدول الأوروبية في التحالف، كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بعين القلق للوجود الروسي في سوريا، ويرون أنه عامل لزعزعة الاستقرار وورقة روسية للضغط على الإدارة السورية الجديدة لتحقيق مكاسب سياسية وإبقاء نفوذ عسكري لها في سوريا.
ومنذ وصول الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع إلى دمشق، طالبت العديد من البلدان الأوروبية من دمشق إنهاء الوجود الروسي في سوريا، وخاصة في قاعدتيها العسكريتين على الساحل السوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|