الكرة في الملعب النيابي... هل يقرّ قانون رفع السرية المصرفية تمهيداً لنهضة مالية؟
خلية الأردن "فضيحة"... هل اكتفى "لبنان - 2021" بالمراقبة أم كان يجهل كل شيء؟؟؟...
الى أي مدى يمكن اعتبار ما أعلنه الأردن مؤخراً، عن خلية الموقوفين المُتَّهَمَة بتصنيع أسلحة وصواريخ وطائرات مسيّرة، ونقل وتخزين مواد متفجرة، وتهريبها من الخارج، وتجنيد أفراد وتدريبهم في الخارج، والمساس بالأمن الوطني، وإثارة الفوضى داخل البلاد هناك (الأردن)، (الى أي مدى يمكن اعتبار ذلك) نقطة سوداء للدولة في لبنان، في النهاية؟
المراقبة... فقط؟
فمع الأسف، كل شيء يلفّ ويدور ويعود الى لبنان مجدداً، حتى ولو كان حصل على سطح المريخ. فبعض المتورطين بخليّة الأردن وبمخططاتها تلقّوا تدريبات داخل الأراضي اللبنانية، بحسب المعلومات، ومنذ أربعة أعوام تقريباً، إذ إن الاستخبارات الأردنية كانت تتابعهم بشكل دقيق منذ عام 2021.
ولكن في تلك السنة، لم يَكُن لبنان رزح تحت نير الفراغ الرئاسي بعد، فيما الهيكلية العامة للدولة اللبنانية، ولأجهزتها الأمنية والعسكرية، كانت لا تزال "شغّالة"، وتحظى بالدعم الأميركي للعمل (حتى الساعة). فهل تم الاكتفاء بتبادل المعلومات مع لبنان في ذلك الوقت فقط؟ وهل تمّ تبادل المعطيات الاستخباراتية معه (لبنان) أصلاً، رغم علم الجميع بأن من يدرّبون عناصر تلك الخلية، هم أنفسهم الذين يسيطرون على حكمه (لبنان) في ذلك الوقت؟ وهل كان الأردن يعلم بكل ما كُشِفَ عنه بالأمس، من دون أن يدرك لبنان أي شيء عنها؟ أو هل كانت الأجهزة اللبنانية تعلم وتكتفي بمراقبة ما يجري فقط، من دون أن تحرّك ساكناً تجاهه؟ وهل يجوز الاكتفاء بمراقبة أنشطة من هذا النوع والحجم تحصل في البلد، فقط؟
وحدة ساحات...
ذكّر الكاتب والمحلّل السياسي أحمد الأيوبي بأنه "في عام 2021، كانت هناك وحدة ساحات، فيما كان الممرّ مفتوحاً في ذلك الوقت من إيران الى العراق، مروراً بدمشق، وصولاً الى بيروت. وبالتالي، كان المحور الإيراني حاكماً للبنان".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "رئيس الجمهورية كان شكلياً في تلك الفترة، والحكومة أيضاً، و"حزب الله" كان هو المقرّر، والجهة التي استباحت الساحة اللبنانية لتدريب كل المجموعات المرتبطة به. فالحوثيون مثلاً، استقدمهم "الحزب" الى لبنان، ودرّبهم عسكرياً، وافتتح لهم قناة المسيرة، وأقام كانتوناً صغيراً لهم. وحتى "الحشد الشعبي" العراقي، كانت هناك فصائل منه ترابض في جنوب لبنان على مدار العام، بسبب "حزب الله".
معسكر كبير
ولفت الأيوبي الى أن "الجنوب اللبناني كان منطقة محظورة على الدولة اللبنانية، رغم وجود الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" فيها. والدليل على ذلك، هو أن الطيران الحربي اللبناني لم يستطِع أن يحلّق في سماء الجنوب إلا بعد تعرُّض "حزب الله" لضربات قاتلة في الحرب الأخيرة. وكلّنا نتذكر جيداً أن "الحزب" أسقط طائرة النقيب الطيار سامر حنّا لأنها حلّقت في منطقة محظورة من جانب الحزب".
وأضاف:"حوّل "حزب الله" لبنان خلال المرحلة السابقة الى معسكر كبير لكل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة. وتبعاً للمعلومات المذكورة عن الخلية التي اكتُشِفَت في الأردن، فإن عناصرها تدربوا في لبنان، أي لدى "حزب الله"، فيما وضع "الحزب" هذا المخطط لاختراق الأردن الذي كان مُستهدفاً بوضوح من قِبَل إيران. وهنا نتذكّر أنه عند حصول "طوفان الأقصى"، زحف آلاف المقاتلين من العراق الى الحدود الأردنية طالبين فتح الحدود. وهذا الطلب كان غير منطقي، الهدف منه تهديد استقرار الأردن، لأن المقاتلين كانوا موجودين في سوريا أصلاً، وكان باستطاعتهم فتح الجبهة مع إسرائيل من هناك، ولكنهم لم يفعلوا ذلك".
تطور إيجابي
ورأى الأيوبي أن "موقف رئيس الحكومة نواف سلام من القضية، واتصاله بالمسؤولين الأردنيين، وإعلانه التعاون الأمني مع الأردن لمتابعة ومعالجة وملاحقة هذا الملف، هي خطوة إيجابية جداً، تدل على أن الدولة اللبنانية انتقلت من مرحلة الخضوع الكامل لـ "حزب الله"، الى مرحلة بداية التحرُّر من هذا "الحزب". فالى أي مدى سيتمكن الأمن اللبناني والجيش اللبناني من أن يصلا الى نتائج؟ لا نعلم، لأننا لا نزال الآن ضمن مرحلة لم يتمكن عهد الرئيس جوزف عون خلالها بعد، من استكمال كامل عدّته الأمنية والقضائية".
وتابع:"في كل الأحوال، نحن أمام تطوّر إيجابي من حيث قرار الدولة أن تكون سيادتها كاملة على الأراضي اللبنانية، وأن تكون هي صاحبة القرار في التعامل مع الملفات الأمنية الخارجية بشكل خاص".
التغيير؟
وعن انعكاسات آخر التطورات الإقليمية والدولية على لبنان، اعتبر الأيوبي أن "الأميركيين أدركوا أن مصالحهم الفعلية ليست مع إيران، بل مع الغالبية العربية والسُنيّة في المنطقة. كما أن السبب الذي يجعل التغيير السوري جذرياً، بينما اللبناني لا، فهو أن التغيير هناك تمّ بالقوة العسكرية، إذ حرّر (الرئيس السوري) أحمد الشرع دمشق، وطرد بشار الأسد منها، وأقام حكماً قوياً وقادراً على اتخاذ القرار بشكل مُوحَّد".
وختم:"رغم كل التطورات الخارجية، لا يزال لبنان عالقاً ما بين ديموقراطية مُعطَّلَة، من جهة، وأمر واقع، من جهة أخرى. ولولا التدخُّل الخارجي، لما كان لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة الآن. وبالتالي، لبنان لا يزال مُقيَّداً، وهو لم يتحرّر بالكامل بعد، كما تحرّرت سوريا".
أنطون الفتى - وكالة أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|