معارك انتخابية طاحنة بهدف تثيبت "الوجود"

دفع التأكيد الرسمي الواضح الذي صدر بشأن تثبيت موعد إجراء الانتخابات البلدية والإختيارية إلى استعجال بعض "المراهنين على تأجيلها" الى حسم قرار خوضها، اما البعض الأخر فكان قد بدأ بتحضيراته باكرا وبشكل جدي ايضا.

وكما هو معلوم فإن لكل منطقة وبلدة خصوصيتها العائلية والحزبية والسياسية. هكذا هي المشهدية عند كل استحقاق انتخابي، وبالتالي لم تتبدل الأمور إنما لا يمكن أن يكون المشهد موحدا في جميع البلدات، حيث في بعض القرى مساعي التوافق مستمرة، وفي اخرى معركة لا بل استبسال بها إلى درجة قد تؤدي إلى الإطاحة بالأعراف، الأمر الذي بات المراقبون يتنبهون له ويحذرون منه، خصوصا في بعض المناطق .

أكثر من مرشح ضمن العائلة الواحدة، يتنافس الأقرباء والأصدقاء، وهو أمر طبيعي، لكن الأمر أصبح يشكل هاجسا في ان يخسر البعض المقاعد بسبب عمليات تشطيب قد يلجأ إليها الناخبون أو بسبب تشتت الأصوات أمام مرشحي العائلة الواحدة، ولهذه فتوى من خلال نوع من انتخابات داخلية بين العائلات ويرفع اسم أو أكثر لترشيحه أو ترشيحهم. اما اذا كانت البلدة تضم تنوعا طائفيا، فإن المسألة تتصل بالمحافظة على ثوابت المقاعد.

أكثر من رسالة بعث بها رؤساء بعض الأحزاب بشأن التمسك بهذه الثوابت، وفق ما تشير مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم"، لا بل ذهب بعضهم إلى الحديث عن خشية على ما يحكى عن "الوجود"، وذلك في ظل متغيرات تحصل وقد تدفع إلى فرض وقائع معينة، لافتة إلى أن هذه الرسالة جاءت في أعقاب تعذر التوافق المسيحي- المسيحي في بعض البلدات التي تشهد هذا التنوع الطائفي.

وتوضح هذه المصادر أن المحافظة على هذا "الوجود" باتت تتكرر في مواقف كثيرين، وهي لن تتوقف لتشكل دافعا لدى المرشحين لمراجعة حساباتهم واتخاذ الخيار السليم، لاسيما إذا كانت المسألة تتصل بمعركة البقاء من أجل الأبناء والأحفاد ومنعا لأي تهجير جديد لن يكون في مصلحة أحد.

وتلفت إلى أن الواقع القائل بضرورة تفادي كل ما من شأنه المس بالحقيقة الديموغرافية هو السائد أو النقطة التي يتشارك فيها البعض هواجسهم، مؤكدة أن هذا الانطباع بعيد عن موضوع إقصاء حزبي أو سياسي أو غير ذلك، وبالتالي فإن المسألة لها علاقة بمفهوم "الوجود".

يقر كثيرون بهذا المبدأ الأساسي ولعل الصرخة التي يطلقها البعض يراد لها أن تصل وتترجم، وعندها يدرك المرشحون ان هناك حاجة لإعادة ترتيب أمورهم وفق هذا الهاجس وحده دون غيره .

كارول سلوم – اخبار اليوم