بالفيديو : "دمّي في رقبتك"... رسالةٌ من أسير إسرائيلي لترامب ونتنياهو

نشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، شريط فيديو يظهر فيه أحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ويدعى بارون بارسلافسكي، الذي وجّه خلاله انتقادات لاذعة لحكومة بنيامين نتنياهو، مطالباً بتحرّك عاجل لإطلاق سراحه، ومناشداً الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخّل لتحقيق ذلك.

وقال بارسلافسكي في الفيديو: "أنا موجود في الأسر منذ أكثر من سنة ونصف السنة.. نحن هنا نعاني من نقص في الطعام والشراب، وأنا أعاني من مرض جلدي لا أعلم ما هو. الألم يلازمني طوال اليوم، ووضعي الصحي والجسدي صعب جداً".

وفي رسالة مباشرة إلى حكومة نتنياهو، تساءل بارسلافسكي: "إلى أين تريدون أن تصلوا؟ ماذا ستفعلون بنا؟ أين خطواتكم القادمة؟"، وتابع متهكّماً: "كل يوم تسقطون القذائف، ولا شك أنّ القنبلة القادمة ستسقط على رأسي. دمي في رقبتك يا نتنياهو".

واستنكر بارسلافسكي تخلّي الحكومة الإسرائيلية عنه وعن رفاقه الأسرى، قائلاً: "في الانتخابات الأخيرة، أعطيت صوتي لابن غفير، ليس لتتركوني هنا أموت في غزة. لماذا تخليتم عنا؟ لماذا نُترك لنموت هنا؟ نحن الأسرى الإسرائيليون في غزة نعاني يومياً".

وأشار الأسير في معرض حديثه إلى صفقة محتملة تشمل عيدان ألكسندر، الأسير الأميركي المحتجز أيضاً لدى فصائل المقاومة، وقال: "تريدون صفقة لتحرير أسير أميركي واحد... هل ألكسندر أفضل مني؟".

وتابع: "الضغط العسكري لن يقدم لكم شيئاً. العالم كلّه لن يعيدني بهذه الطريقة، لم يحصل أن عاد أسير واحد بالضغط العسكري"، داعياً إلى إيقاف الحرب: "عليك أن توقف هذه الحرب الغبية يا نتنياهو... لقد فشلتم. أوقفوا هذا الكابوس، أو على الأقل، أدخلوا بعض الطعام إلى القطاع حتى يصلنا منه شيء".

وفي رسالة للرئيس الأميركي ترامب، خاطبه قائلاً: "حتى الحرب في غزة لم تأمر بإيقافها... أين وعودك؟ ألم تقل إننا سنتحرر في صفقة؟".

ويأتي نشر هذا الفيديو في ظل انسداد أفق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية وقطرية. وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت عبر الناطق العسكري باسمها أبو عبيدة، مطلع نيسان الجاري، أن "نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء" موجودون في مناطق طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها.

وقال أبو عبيدة في منشور عبر "تلغرام": "قررنا عدم نقل هؤلاء الأسرى من هذه المناطق، وإبقاؤهم ضمن إجراءات تأمينٍ مشددة، لكنها خطيرةٌ للغاية على حياتهم"، محمّلاً حكومة نتنياهو "المسؤولية الكاملة" عن حياتهم.

ولفت إلى أن الحكومة "لو كانت معنيةً فعلاً بالأسرى، لكانت التزمت بالاتفاق الذي وُقّع في كانون الثاني الماضي، ولربما كان معظمهم اليوم في بيوتهم".

هذا وتُعد قضية الأسرى من أكثر الملفات حساسية في الداخل الإسرائيلي، إذ تتعرض حكومة نتنياهو لضغوط من عائلاتهم، في ظل فشل العمليات العسكرية حتى اليوم في إعادتهم أو تحديد مصيرهم بشكل واضح.