هل البطاطس المقلية خيار آمن؟

قد يبدو أنّ تناول البطاطس المقلية أمر بريء، فهي في النهاية مصنوعة من البطاطس، وهي من الخضراوات المفيدة. غير أنّ خبراء التغذية يُحذّرون من خطورتها، ويصفها الدكتور إريك ريم، أستاذ علم الأوبئة والتغذية في كلية هارفارد للصحة العامة، بأنّها «قنابل نشوية».

تفتقر البطاطس إلى العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في الخضراوات الورقية، ويزداد ضررها حين تُقشّر، وتُقطّع، وتُقلى في الزيت، ثم تُضاف إليها كميات من الملح والجبن أو المرق.

وقد أظهرت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، أنّ البطاطس تتمتع بمؤشر جلايسيمي مرتفع، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.

وكشفت الدراسة أنّ تناول البطاطس المقلية مرتَين أو ثلاثاً أسبوعياً يرفع خطر الوفاة مقارنة بتناولها مسلوقة أو مشوية. وأعرب الباحثون عن دهشتهم من استهلاك كميات كبيرة من البطاطس المقلية، إذ تشير إحصاءات وزارة الزراعة الأميركية إلى أنّ الفرد يستهلك سنوياً نحو 115 رطلاً من البطاطس البيضاء، يشكّل البطاطس المقلية والرقائق معظمها.

ويؤكّد الخبراء أنّ كمية البطاطس المقلية المتناولة أهم من نوع الزيت المستخدم. فعلى سبيل المثال، تحتوي الحصة الكبيرة من بطاطس ماكدونالدز على 510 سعرات حرارية، توازي تقريباً ما في شطيرة «بيغ ماك». لذلك، يُنصح بتقليل الكمية، أو استبدالها بسلطة جانبية أو بطاطس مشوية.

ويُحذّر الخبراء من الإضافات مثل الجبن والفلفل الحار التي قد ترفع السعرات في الطبق الواحد إلى 1000. كما أنّ الصلصات مثل المايونيز تزيد السعرات بصورة كبيرة.

وبشأن الأنواع الأكثر فائدة، تتصدّر البطاطس المشوية في المنزل القائمة، تليها البطاطس المنزلية المقلية بمقلاة، ثم بطاطس البطاطا الحلوة، التي تحتوي على ألياف وفيتامين A. فيما تبقى بطاطس الوافل والمجعّدة، والمغطاة بالجبن والمرق من أسوأ الخيارات.

ويُنصح كذلك بالتأكّد من عدد مرات تغيير الزيت بالمطاعم، إذ يؤدّي تكرار تسخينه إلى إنتاج أحماض دهنية ضارة.

أخيراً، ينصح الخبراء بتناول البطاطس المقلية بوعي واعتدال، والاكتفاء بكميات صغيرة للاستمتاع بالنكهة من دون الإضرار بالصحة.