حضر السلاح وغاب جدول “القوات”… تواصل عال بين السعودية وايران
لم يكن إسقاط الطرح القاضي بوضع جدول زمني لتسليم سلاح “حزب الله” مجرّد تراجع تقني في جلسة حكومية، بل هو تعبير مباشر عن نهج سياسي تنتهجه رئاسة الجمهورية بقيادة العماد جوزاف عون: نهج التهدئة لا المواجهة، والحوار لا الفرض، في لحظة إقليمية متوترة تتطلب أقصى درجات الحذر.
فعلى الرغم من أن الجلسة شهدت طرحاً مباشراً من وزراء “القوات اللبنانية” يدعو إلى مهلة زمنية من ستة أشهر لتسليم السلاح غير الشرعي، الا أن غياب القرار لم يكن مفاجئاً. الرئيس عون، المدرك لحساسية اللحظة، يفضّل إبقاء الملف في عهدته، بعيداً من التداول العلني، إلى حين تبلور تسوية إقليمية أشمل. ولا يخلو هذا الموقف من تناغم ضمني مع المطالب الأميركية، لكن ضمن حدود لا تخرق التوازن الداخلي.
في موازاة هذا المشهد، برزت زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران، حاملاً رسالة من الملك سلمان إلى المرشد الايراني علي خامنئي. الزيارة، التي تسبق الجولة الثانية من المفاوضات الأميركية-الايرانية غداً السبت، تؤشر إلى مسار سعودي أكثر استقلالاً، يتقاطع مع مسعى إقليمي لخفض التوتر، بحيث تتقدّم الرياض بخطى ثابتة نحو شراكة أمنية مع طهران تعيد رسم قواعد اللعبة في المنطقة.
لبنان ليس خارج هذه الصورة. فالتهدئة اللبنانية، التي تجلّت في سقوط جدولة نزع السلاح، تأتي متناغمة مع دينامية إقليمية أوسع. وبذلك، تكون بعبدا قد اختارت إدارة الملف بحكمة، بعيداً من المغامرات السياسية، بانتظار تسويات أكبر تُرسم خلف الكواليس، وقد بدأت ملامحها بالظهور من طهران إلى الرياض، مروراً بواشنطن.
شبكة الأردن: تدريب في بيروت
في سياق أمني موازٍ، أبدى لبنان تعاوناً كاملاً مع الأردن في ملف الشبكة الارهابية التي أُعلن عنها قبل أيام. مصادر أمنية كشفت أن الموقوفين تلقوا تدريبات في أحد المخيمات الفلسطينية في بيروت، تحت إشراف عناصر من حركة “حماس”. وأكد وزير العدل عادل نصار استعداد لبنان للتعاون القضائي في التحقيقات والملاحقات.
حكومة بلا حسم.. وجدول بلا قرار
وفي أول جلسة لمجلس الوزراء بعد عودة الرئيس عون من قطر، غلب الطابع التقني – الأمني على النقاشات. قائد الجيش العماد رودولف هيكل قدّم عرضاً مفصلاً عن الوضع في الجنوب، في حين أكد رئيس الحكومة نواف سلام خلال الجلسة ضرورة استكمال تسليم منفذي تفجير المسجدين في طرابلس من الجانب السوري. كما تقرر تمديد ولاية “اليونيفيل”، وسط تسجيل أكثر من 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني.
وزير الصناعة جو عيسى الخوري أعلن أن وزراء “القوات” طرحوا مجدداً موضوع نزع السلاح بجدول زمني يبدأ بالمخيمات الفلسطينية، من دون أن يلقى الطرح أي تفاعل من الحكومة.
“حزب الله”: لا حوار قبل الإنجاز
الى ذلك، شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على أن الأولوية هي للمواجهة مع إسرائيل، وليس لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية. الحوار، من وجهة نظر الحزب، مشروط بالإيمان بعداء إسرائيل ورفض “الاملاءات الخارجية”. بهذا المعنى، فإن الحزب لا يرى توقيتاً مناسباً لفتح النقاش حول سلاحه، ما يعزز فكرة أن الملف مؤجل حكماً.
الغارات مستمرة.. والاستنزاف كذلك
ميدانياً، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، إذ استهدفت مسيّرة دراجة نارية في بلدة عيترون، ما أدى إلى مقتل أحد الأشخاص. كما طالت غارة أخرى بلدة أم التوت في القطاع الغربي. وواصل الجيش الاسرائيلي اتهام “حزب الله” باستخدام المدنيين كدروع بشرية، مهدداً بضرب أي بنى تحتية يستخدمها لأغراض عسكرية.
البيطار يستجوب المشنوق
قضائياً، واصل القاضي طارق البيطار تحقيقاته في ملف تفجير مرفأ بيروت، فاستجوب الوزير السابق نهاد المشنوق، الذي أعلن احترامه لأهالي الضحايا على الرغم من تمسكه بالنصوص الدستورية المتعلقة بمحاكمة الوزراء والرؤساء. وأوضح أن التحقيق كان دقيقاً، وسمح بتوضيح ملابسات تتعلق بتقارير وردت إليه حول وجود الباخرة المشؤومة.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|