اقتراح قانون للحفاظ على المناصفة في بيروت.. هل ترجأ انتخابات العاصمة تقنياً؟

على مسافة شهر بالتمام من الموعد المحدد للانتخابات البلدية في العاصمة بيروت المقررة في 18 ايار 2025، بحسب وزارة الداخلية، يبقى النقاش مفتوحاً في كيفية الحفاظ على المناصفة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وضمانا للوحدة الوطنية ولرسالة العيش المشترك، خصوصا ان بيروت تجسّد بتنوعها هذه الصيغة الفريدة.
في السياق، تم تقديم اقتراحات عدة امام المجلس النيابي تكفل المحافظة على المناصفة التي يتمسك بها الرؤساء ونواب العاصمة وفاعلياتها عسى ان يتم اقرار احدها في اجتماع الهيئة العامة للمجلس، ولو اقتضى الامر ارجاء انتخابات بيروت لشهر او اثنين لدواع تقنية.
وفيما تجتمع هيئة مكتب مجلس النواب في الحادية عشرة من قبل ظهر الثلثاء المقبل للبحث في جدول اعمال لجلسة تشريعية ، حصلت "المركزية" على نص اقتراح قانون بتعديل قانون البلديات وتوزيع مقاعد المجلس البلدي في محافظة مدينة بيروت قد يُطرح في الجلسة، وجاء فيه:
اقتراح القانون
اقتراح قانون بتعديل قانون البلديات وتوزيع مقاعد المجلس البلدي في محافظة مدينة بيروت وفقا للاحياء والمذاهب.
تعديل قانون البلديات الصادر بالمرسوم الاشتراعي الرقم 118 تاريخ 30-6-1977، والمعدل بالقانون الرقم 665 تاريخ 29-12-1997 وبالقانون الرقم 61 تاريخ 17-10-2017.
المادة الاولى: محافظة مدينة بيروت بلدية واحدة
المادة الثانية: يضم مجلس بلدية مدينة بيروت 24 عضوا
المادة الثالثة: تتوزع مقاعد المجلس البلدي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ووفقا للاحياء والمذاهب كما في الجدول رقم 1 الذي يعتبر جزءا من القانون.
المادة الرابعة: يعتمد نظام الاقتراع الاكثري ويفوز المرشح الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات.
المادة الخامسة: تعتبر احياء مدينة بيروت دوائر انتخابية، ويقوم ناخبو كل دائرة بالاقتراع للمرشحين وفقا للعدد والمذاهب المحددة في الجدول رقم 1.

جدول رقم 1: توزع مقاعد المجلس البلدي وفقا للاحياء والمذاهب:
الدائرة الانتخابية
عدد الاعضاء
التوزيع المذهبي
الاشرفية
5
3 روم ارثوذكس- 1 روم كاثوليك- 1 ماروني
المدور
4
2 ارمن ارثوذكس- 1 انجيلي-1 ارمن كاثوليك
الرميل
2
1 روم ارثوذكس- 1 اقليات مسيحية
الصيفي
1
1ماروني
المرفا
1
1 سنّة

المزرعة
2
2 سنّة
المصيطبة
2
1 سنّة - 1 درزي
الباشورة
2
1 سنّة - 1 شيعة
زقاق البلاط
2
2 شيعة
رأس بيروت
1
1 سنّة
دار المريسة
1
1 سنة

ميناء الحصن
1
1 سنّة
المجموع
24
8 سنة- 3 شيعة -1 درزي
4 روم ارثوذكس- 2 ماروني- 2 ارمن ارثوذكس-1 روم كاثوليك- 1 ارمن كاثوليك- 1 انجيلي- 1 اقليات مسيحية.

الاسباب الموجبة
شهدت مدينة بيروت انتخابات بلدية في في العام 1952، وقبل هذا التاريخ كان مجلس الوزراء يعين كامل اعضاء المجلس البلدي. في العام 1952 جرت الانتخابات وفقا للمرسوم الاشتراعي الرقم 5 تاريخ 31 -10-1952 حيث تم تقسيم العاصمة الى 5 دوائر انتخابية مجموع مقاعدها 12 مقعدا، ويعين مجلس الوزراء 12 عضوا ليصبح المجموع 24 عضوا. بتاريخ 29-5-1963، صدر قانون البلديات الرقم 29/63، ونصّ على انتخاب 16 عضوا ويعيّن مجلس الوزراء 8 اعضاء، وفي قانون البلديات الرقم 118 تاريخ 30 -6-1977 تم اعتماد انتخاب الاعضاء الـ 24 والغاء التعيين .ولم تجر الانتخابات في العام 1963 في حين جرت في كل لبنان حيث كان يُمدد للمجلس البلدي ويتم تعيين اعضاء جدد بموجب مراسيم صادرة عن مجلس الوزراء.

بعد انتهاء الحروب في لبنان، جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان ومنه بيروت في العام 1998، وكان المجلس البلدي في العاصمة يضم 24 عضوا يتوزعون، وفقا للعرف، مناصفة بين المسلمين والمسلمين على الشكل التالي:
8 سنة -3 شيعة -1 درزي
4 روم ارثوذكس- 2 موارنة- 2 ارمن ارثوذكس- 1 روم كاثوليك- 1 انجيلي- 1 ارمن كاثوليك 1 سريان كاثوليك.
وكان الرئيس رفيق الحريري بما يتمتع به من ثقل سياسي وشعبي، هو الضامن لهذه المناصفة ولتي تحققت في العام 1998 حيث فاز 23 عضوا من لائحته وخسر المرشح الشيعي فادي شحرور وفاز عبد الحميد فاخوري (سني) من لائحة منافسة، واصبح عدد الاعضاء السنة 9 والشيعة 2 بدلا من 3 اعضاء.
ودرج العرف ان يكون الرئيس سنيا ونائب الرئيس من الروم الارثوذكس.
بعد ذلك جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت في الاعوام 2004 و2010 و2016 برعاية تيار المستقبل، حيث فازت اللائحة التوافقية التي دعمها بكامل مقاعدها الـ 24 محافظا على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وتميزت هذه الانتخابات بضعف نسبة المشاركة التي تراوحت ما بين 18% و22%.
بلغ عدد الناخبين المسجلين 515582 ناخبا يتوزعون كما يلي:
مسلمون: 340252 ناخبا يشكلون نسبة 66% من الناخبين:
سنّة: 252868 ناخبا اي نحو 50% من الناخبين.

شيعة :81074 ناخبا اي نحو 15.8% من الناخبين.
درزي: 6060 ناخبا اي نحو نحو 1.78% من الناخبين.
علوي: 250 ناخبا.
مسيحيون: 171102 ناخبا، يشكلون نسبة 33.2 % من الناخبين.
روم ارثوذكس: 43686 ناخبا، اي نحو 25.5% من الناخبين.
ارمن ارثوذكس: 42342 ناخبا، اي نحو 24.7% من الناخبين.
ماروني: 24074 ناخبا، اي نحو 14 % من الناخبين.
روم كاثوليك: 19115 ناخبا، اي نحو 11% من الناخبين.
ارمن كاثوليك: 8837 ناخبا، اي نحو 5% من الناخبين.
مختلف مسيحي: 33048 ناخبا، اي نحو 19% من الناخبين.
اسرائيلي: 4228، وهم لايقترعون كونهم غير موجودين في لبنان سوى عدد محدود من الافراد.

في الانتخابات الاخيرة التي جرت في العام 2016، بلغ عدد الناخبين في بيروت 465825 ناخبا، اقترع منهم 97198، اي بنسبة 20.8 %، وكانوا 25 الف مسيحي و72 الف مسلم، ما يكشف عن اهمية التوافق كي لايكون المجلس البلدي من لون واحد ومن دون مسيحيين.
ولكن من دون حصول هذا التوافق، ونتيجة للخلل الديمغرافي لمصلحة المسلمين السنة على حساب المسيحيين، فقد يُنتخب مجلس بلدي من لون طائفي اسلامي وغياب الحضور المسيحي.
بغية عدم ترك تمثيل الطوائف في بيروت معلقا على تحقيق التوافق او عدمه،

وتحقيقا للمناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي يضمنها الدستور في المواقع الاساسية،
لكل هذه الاسباب، نتقدم باقتراح القانون على امل اقراره.