3 سيناريوات إسرائيلية لتعطيل المفاوضات النووية بين أميركا وإيران
باتت المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران محوراً رئيسياً في السياسة الإقليمية والدولية، وفي خضم هذه الديناميكيات، تؤدي إسرائيل دوراً بارزاً في مساعيها لعرقلة أي اتفاق محتمل قد يغيّر ميزان القوى في المنطقة.
ففي ظل مخاوفها من قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، تتبنّى تل أبيب استراتيجيات متعددة تهدف إلى التأثير على مسار المفاوضات.
وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق توافق مع طهران، تواصل إسرائيل حشد الدعم في أميركا لوجهة نظرها. ويظهر ذلك من خلال ثلاثة سيناريوات أساسية تراها تل أبيب وسائل لتعطيل المفاوضات: الاعتماد على النفوذ في واشنطن، التصعيد الميداني، وأخيراً، الخيار العسكري الذي يمثّل أبرز التحديات.
سيناريوات محتملة
يرى الخبير الاستراتيجي رياض قهوجي أن خطط إسرائيل تظل غير واضحة المعالم، لكنه يضع ثلاثة سيناريوات محتملة في دائرة الضوء:
أولاً: الاعتماد المكثف على النفوذ الإسرائيلي في واشنطن، وحشد الدعم من الحلفاء المقربين داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف تسويق الرؤية والمصالح الإسرائيلية والتأثير على مسار المفاوضات.
ثانياً: التصعيد الميداني، عبر تنفيذ عمليات عسكرية نوعية واسعة النطاق في لبنان واستئناف المواجهات، بالإضافة إلى شن غارات جوية على أهداف لبنانية. ويرى قهوجي أن هذا التكتيك قد يهدف إلى تعقيد الأوضاع الإقليمية وإغراق المفاوضات النووية في مستنقع التوترات الأمنية.
ثالثاً: الخيار الأكثر حساسية، وهو توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية مباشرة إلى إيران.
ومع ذلك، يؤكد قهوجي أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، تجري حالياً حسابات دقيقة للغاية. ويلفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "يولي اهتماماً خاصاً لاحتمال تعارض أي عمل عسكري مع توجهات ترامب، الذي يتميز بتقلب مواقفه وسرعة غضبه".
ويستدلّ الخبير الاستراتيجي على ذلك بالتباين الواضح في المواقف الذي ظهر خلال الاجتماع الأخير بينهما، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "تعمّد تجنب عقد مؤتمر صحافي مشترك خشية الظهور بمظهر المتراجع عن مواقفه تحت الضغط".
ثمن باهظ لتعطيل المسار الديبلوماسي
ويحذّر قهوجي من أن ثمن التعطيل المحتمل "سيكون باهظاً". ويرى أن ترامب قد يعتبر أي محاولة لإفشال جهوده بمثابة "إهانة شخصية وتقويض لطموحه في أن يُنظر إليه كرجل سلام"، فهو يسعى للتوصل إلى اتفاق بشروطه الخاصة، وهو ما قد يمهّد الطريق لترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
في المقابل، يرى قهوجي أيضاً، أن خيار العمل العسكري الأميركي يظل مطروحاً بقوة في حال عدم استجابة الجانب الإيراني للشروط التي يطالب بها ترامب.
ويؤكد أن إسرائيل ستستغل كافة علاقاتها وأدواتها لدفع الولايات المتحدة نحو تبنّي موقف أكثر تشدداً، بهدف تحقيق أهدافها وعدم تقديم أي تنازلات لإيران.
ضغط نحو الخيار العسكري
يرى الصحافي المختص في الشأن الأميركي ستيفن صهيوني أن هناك "نية إسرائيلية واضحة" لعرقلة المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن.
ويؤكد صهيوني، لـ"النهار"، موقف نتنياهو "الثابت والمعارض لأي اتفاق" مع إيران، مشيراً إلى مطالبته المتكررة بـ"ضربة أميركية عسكرية" ضد الجمهورية الإسلامية.
ويوضح أن " اللوبي الصهيوني يقوم بدور أساسي في سياسة الضغط والدفع نحو إيقاف وعرقلة أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران".
وعلى صعيد السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، يلفت صهيوني إلى أن "ترامب يهدد باستخدام القوة العسكرية، لكنه في الحقيقة يسعى لإنجاز اتفاق مع طهران"، محذراً من أن "حصول حرب بين أميركا وإيران ستكون له تكلفة باهظة على واشنطن والعالم أجمع، ستفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية".
وعليه، يبدي صهيوني "تفاؤلاً مستمراً" بإمكان التوصّل إلى اتفاق في نهاية المطاف.
وبحسب الكاتب المختص بالشأن الأميركي، هناك عوامل عدة قد تؤثر على قرار ترامب، مثل "الأوضاع الاقتصادية الصعبة في واشنطن ومسألة الحرب التجارية مع الصين"، معتبراً أنها "قد تدفع الرئيس الأميركي للتفكير مليّاً في تنفيذ أي ضربة لإيران وإيقاف المفاوضات الحالية". لكنه يستدرك قائلاً إنه "في كافة الأحوال، يريد ترامب اتفاقاً مع طهران بشروطه".
يحيى شمص - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|