عن الحزب الذي لم يكتفِ موتاً ودماراً
لم يكتفِ حزب الله بالقرى التي دُمّرت في الجنوب، فاستوت منازلها بالأرض. ولم يكتفِ بما دُمّر في الضاحية الجنوبيّة والبقاع، وبأكثر من ثلاثة آلاف شهيد وآلاف الجرحى، ومنهم من فقدوا أطرافاً أو عيوناً، وبمؤسّسات أُقفلت وبازدياد الفقراء، خصوصاً من الشيعة، فقراً. هذا ما جناه سلاحه علينا، ومع ذلك لم يكتفِ.
خرج مساء أمس أمينه العام المختبئ ليعلن رفض تسليم السلاح. هو يختبئ "تحت سابع أرض"، تاركاً الناس عرضةً للموت، وقد أضاع بعضهم جنى العمر من دون أن يدركوا متى سيعاد إعمار بيوتهم وكيف.
يقود الشيخ نعيم قاسم لبنان إلى الحرب من جديد، غير آبه بعمليّة إعادة بناء الدولة ولا بموسمٍ سياحيٍّ نعوّل عليه. يستخدمه الإيراني أداةً في مفاوضاته مع الأميركي، ولا ضير إن سقط، من أجل ذلك، شهداء ودُمّرت منازل.
و"يتمرجل" الشيخ نعيم، وهو ونحن نعرف أنّ الإسرائيلي قادر في ساعةٍ من الوقت على تدمير الضاحية الجنوبيّة بالكامل، وقد يفعل ذلك إن واصل الشيخ المختبئ سلوكه التدميري، تماماً كما حصل حين كان قياديّو حزب الله يهدّدون، فإذا بالعدوّ يقضي على معظمهم، ويقتل المدنيّين والأطفال.
من المسؤول عن دماء هؤلاء؟ الإسرائيلي الفاعل المجرم، وحزب الله المسبِّب عبر حربٍ لا صلة لنا بها، ولم نبدّل في مجراها، ولم نقدر أن نحمي فلسطينيّاً واحداً من الموت.
ومع ذلك، لم يكتفِ حزب الله. يريد المزيد من الدم والدمار. يريد نازحين ينامون في العراء، أو في المدارس. يريد حرباً، ونحن نريد دولةً تجرّده من سلاحه، ولو بالقوّة. وإن لم تفعل ذلك، فعبثاً نأمل بدولة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|