عربي ودولي

تخفيض القوات الأمريكية في سوريا.. صفقة أم إجراء روتيني؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تثير تصريحات "البنتاغون" بتخفيض عدد القوات الأمريكية في سوريا، التكهنات حول أسباب هذا الإجراء، ومدى ارتباطه بالملفات الإقليمية الشائكة في المنطقة، وفي مقدمتها ملف إيران النووي، والتمدد التركي.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أمس الجمعة، أنها ستخفّض عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا لمحاربة المتشددين من نحو 2000 جندي إلى أقل من 1000 في الأشهر المقبلة.

ويعود تواجد القوات الأمريكية في سوريا، إلى عام 2015، عندما استخدم الرئيس أوباما، تفويضات استخدام القوة العسكرية الصادرة عامي 2001 و2002، من أجل دخول الأراضي السورية، بهدف محاربة تنظيم "داعش"، حيث تمركزت تلك القوات، في قاعدة "التنف" القريبة من الحدود السورية الأردنية العراقية، إضافة لقواعد في شمال شرق البلاد.

وتبعا لمعهد أبحاث الكونغرس في واشنطن، فإن بقاء القوات الأمريكية في سوريا، يهدف لتحقيق عدة نقاط، منها، محاربة تنظيم "داعش"، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ومعالجة تحديات روسيا وتركيا وإيران، للعمليات الأمريكية في سوريا.

المشهد مختلف

ويؤكد المحلل السياسي عصام عزوز، لـ"إرم نيوز"، أن المشهد الميداني في سوريا، اختلف كثيرا عما كان عليه قبل سقوط النظام. ويضيف: "تم القضاء على داعش، لكن المخاوف لاتزال موجودة من عودة التنظيم. كما تدخلت قوى جديدة في الساحة السورية، مثل إسرائيل في الجنوب، كما امتدت تركيا أكثر في الشمال، فيما انحسر التأثير الروسي على الأرض".

ويرى عزوز، أن الولايات المتحدة، تعتمد أساسا على سلاح الطيران لتحقيق أهدافها، ونادراً ما تدفع بقوات كبيرة على الأرض، ويضيف: "عدد القوات الأمريكية في سوريا يبلغ 2000 جندي، وعندما تقوم بسحب 1000 منهم، فإن ذلك لا يعتبر تبدلا استراتيجيا، فالولايات المتحدة تحقق أهدافها اعتمادا على سيطرتها الجوية".

ويبدو الحديث عن تقليص عدد القوات الأمريكية في سوريا، أمرا طبيعيا، كما يرى عزوز، ويضيف: "خلال السنوات السابقة، غيّرت الولايات المتحدة كثيرا بعدد قواتها في التنف والجزيرة السورية، عبر إرسال جزء منهم إلى قواعدها في العراق أو بالعكس".

ويعتقد عزوز، أن ربط تقليص القوات الأمريكية في سوريا، باتفاق جرى مع قسد والإدارة السورية، غير وارد، ويؤكد: "معلوماتنا تشير إلى أن قسد لم تُبلغ بأي تغيير جوهري بوجود القوات الأمريكية في سوريا، وما يحكى عن انسحاب كلي ليس صحيحا".

مواجهة التمدد التركي

ويبدو أن ملف القوات الأمريكية على الأرض السورية مرتبط بالمطالب الإسرائيلية من واشنطن، كما يرى المحلل عزام شعث. حيث تتمحور الخشية الإسرائيلية، من ازدياد التمدد التركي في سوريا، إذا انسحبت القوات الأمريكية. 

ويضيف: أن "اختيار القوات الأمريكية لقاعدة التنف على مثلث الحدود بين سوريا والأردن والعراق، ليس عبثا، ومن المرجح أن تكون هذه القاعدة دائمة في المدى المنظور، مهما اختلف عديدها".

وكان موقع "the times of esrael"، قال نقلاً عن مسؤول إسرائيل، إن تل أبيب، طلبت من واشنطن "الحد من انسحاب القوات، خشية أن تزيد هذه الخطوة، شهيّة تركيا للسيطرة على سوريا"، وهو أمر تعارضه إسرائيل.

ويذكّر شعث، بتصريحات الرئيس ترامب في ولايته الأولى، عندما تحدث عن انسحاب كامل من سوريا، لكنه لم يفعل. ويضيف: "كما سبق استلام ترامب للرئاسة في ولايته الثانية، تصريحات لفريقه، حول سحب القوات الأمريكية من سوريا، لكنه لم يحصل".

لا وجود للصفقة

ويرى شعث، أن المصلحة الإسرائيلية، ستتحكم بسحب القوات الأمريكية أو تقليص عددها في سوريا، ويستبعد أن تقدّم واشنطن، مكاسب للإدارة السورية الجديدة، بحجم تسليمها مناطق الرقة ودير الزور، على حساب "قسد". 

ويضيف: أن "علاقة واشنطن مع الإدارة السورية ليست بأفضل حالاتها، وما يحكى حول ارتباط تقليص القوات الأمريكية، بصفقة بين الإدارة السورية والولايات المتحدة وقسد، تقضي بتسليم دمشق بعض المناطق، لقاء الموافقة على حكم ذاتي للأكراد، ليس منطقيا؛ لأن هذه الفرضية، تنسى رفض الأتراك الشديد لهذا الخيار".

تتعدد التكهنات حول عزم الولايات المتحدة تقليص قواتها في سوريا إلى النصف قريبا، في وقت ترتفع فيه حدة التوتر الأمريكي الإيراني، بسبب ملفها النووي، بينما تكبر المخاوف الإسرائيلية من تعاظم النفوذ التركي في سوريا، وكلها ملفات مرتبطة مع بعضها بشكل أو آخر.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا