لبنان.. "روزنامة" لتسليم سلاح وخرائط ومواقع "حزب الله" للجيش

رأى محللون سياسيون لبنانيون، أن السلطات اللبنانية تعمل على إتمام تفاهمات تخرج من خلالها "روزنامة" زمنية لتسليم المواقع والخرائط الخاصة بحزب الله إلى الجيش اللبناني.

وأوضحوا أنه "يجري العمل بين مؤسسات الدولة والتنظيم على تحديد النقاط التي ستسلم للجيش في شمال الليطاني، بعد تحديد عملية نزع السلاح والانسحاب من الجنوب".

"لا رجعة عنه"

وقال المحلل السياسي اللبناني علي حمادة، إن "مقاربة رئيس الجمهورية مع حزب الله ليست حوارا حول طاولة بالمعنى التقليدي ولكنه تفاوض مع القيادات حول نزع سلاح التنظيم فيما يخص الإجراءات التنفيذية والعملية لسحب السلاح".

وذكر حمادة لـ"إرم نيوز"، أن "بند حصر السلاح في يد الدولة لا رجعة عنه والموضوع لا يتعلق فقط بإرادة وقناعة حزب الله ولكنه إجماع لبناني من المكونات كافة، بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي من الواضح أنه مقتنع بهذا الموضوع".

ورأى أن "ما يروج له في الإعلام حول تهديد قيادات في حزب الله حال امتداد اليد إلى السلاح، هو جزء ضمن خطة دعائية للحزب لاستيعاب ردود فعل داخلية".

وأشار إلى أن "الأطراف ستضع روزنامة زمنية لتسليم خرائط المواقع والبنى التحتية العسكرية إلى الجيش اللبناني، والغرض من ذلك يأتي في إطار أنه ليس مطلوبا أو مرغوبا أن يقوم الجيش اللبناني باقتحامات وبعمليات أمنية للمصادرة بالقوة لأن التفاهم جرى بالفعل مع قيادة حزب الله في ظل عدم وجود خيار آخر".

وبحسب حمادة، فإن "السلاح سيسلم بداية من جنوبي الليطاني حيث منطقة عمليات قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، ويجري العمل على تحديد النقاط التي ستسلم للجيش في شمال الليطاني".

من النوايا إلى العمل

وبدوره، رأى الباحث السياسي اللبناني أنطوان العاصي، أن "ما يجري حاليا من تسليم مواقع ومستودعات في جنوب الليطاني من جانب حزب الله إلى الجيش اللبناني تجاوز مرحلة حسن النوايا إلى العمل".

وقال العاصي لـ"إرم نيوز"، إن ذلك يأتي "وسط إدراك أن أي التفاف حول تسليم مخازن سلاح أو منصات صواريخ أو القيام بعمليات إخفاء من جانب التنظيم سينكشف لا محالة في القريب العاجل في ظل ما تمتلكه إسرائيل من أدوات متقدمة في التتبع والرصد، وهو ما سيعرض لبنان للقصف".

ورأى أن "القرار الآن لم يعد حاضرا في يد إيران، لأن طهران ابتعدت عن ميليشياتها وباتت تبحث عن الصفقة وأصبح هناك شبة انفصال ومن الصعب أن يعود الإندماج والارتباط بعدما خسر حزب الله النسب الكبيرة من ترسانته ومقاتليه والأهم من ذلك مناطقه التي تدمرت وهيكله المالي الذي لم يعد قادرا على القيام بأقل الالتزامات".