إسرائيل تحصن حدودها الشمالية بمواقع عسكرية جديدة داخل لبنان

بدأ الجيش الإسرائيلي بناء مواقع عسكرية محصنة جنوب لبنان تمتد من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، بهدف تأمين أمن إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية وليس من داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقالت مصادر لبنانية إن المواقع التي يقوم الجيش الإسرائيلي بإقامتها في الأراضي اللبنانية هي تحصينات عسكرية جديدة إضافية إلى جانب المنطقة الأمنية العازلة التي جرى توسيع مساحتها جنوب الليطاني نهاية العام الماضي.

وأكدت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن المواقع العسكرية الجديدة التي أقامها الجيش الإسرائيلي ستمكنه من كشف مساحات واسعة من المدن والبلدات اللبنانية الحدودية؛ الأمر الذي يمنحه حرية التحرك للتصدي لأي هجمات من داخل لبنان.

وأوضحت المصادر أن المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي داخل الشريط الحدودي مع لبنان تعني أن سكان البلدات المحاذية للحدود لن يتمكنوا من العودة إلى بلداتهم.

ومع إقامة هذه المواقع العسكرية الإضافية المحصنة فإن ذلك يعني بالضرورة عدم نية إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها بعد الحرب الأخيرة التي شنتها على حزب الله، كما تقول المصادر اللبنانية.

وتنص اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي احتلها وذلك خلال 60 يومًا، جرى تمديدها بعد ذلك لشهر، لكن إسرائيل لم تنفذ التزاماتها ولم تنسحب إلا من مناطق محدودة حتى الآن.

وبرغم كلّ الجهود التي يبذلها لبنان على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التي احتلتها، فإن هذه الجهود لم تثمر عن شيء، بل على العكس، فقد تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية؛ ما يحول دون عودة انتشار الجيش اللبناني في البلدات الحدودية المحتلة.

وتؤكد المصادر اللبنانية أن الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية تجري على مرأى من قوات اليونيفيل الدولية ولجنة المراقبة الخماسية التي تتولى عملية الإشراف على تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار بين البلدين.

يشار إلى أن معلومات الجانب اللبناني تظهر أن عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاقية وقف إطلاق النار تجاوز 3650 خرقا بريّا وجوّيا، أسفرت عن مقتل 190 مواطنًا وإصابة 485 بجروح منذ دخول وقف النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر تشرين الثاني الماضي وحتى بداية شهر أبريل نيسان الجاري .