أبرز الوجهات.. إلى أين يذهب اللبنانيون للسياحة؟

يسعى اللبنانيّون، وبالرّغم من أحوالهم الصّعبة، الى الإستمتاع بأشهر الصيف إن كان في لبنان أو حتى في الخارج. تتفوّق السياحة الداخلية في لبنان على السياحة الخارجية من قِبل اللبنانيين، ولا سيما أنّ في لبنان عناصر ترفيه جاذبة جداً. وهناك جزء من اللبنانيين يرغبون في الاستفادة من النوعين من السياحة ما بين قضاء نصف الإجازة في لبنان والنصف الآخر في الخارج.

تمضية الفرص الصيفية والنقاهات في دول كتركيا أو مصر أو غيرها،يعود لعدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار الحجوزات الفندقية والمنتجعات السياحية بشكل غير مدروس في لبنان من جهة، والى انخفاض عملات دول سياحية كتركيا ومصر من جهة أخرى، بحيث يقارب متوسط تكلفة ثلاث ليال في منتجع سياحي في لبنان تكلفة رحلة سفر إلى إحدى المدن التركية تشمل تذكرة السفر والفندق والمواصلات لمدة لا تقل عن ثلاث ليال.

لا شك ان الوضع المالي كان له تأثير كبير عل خيارات السفر عند اللبنانيين ولا سيما العائلات التي اختصرت رحلتها السياحية الى الخارج الى بضعة ليال بدل الأسبوع او الأسبوعين كما كان الأمر في السابق. وكذلك تغيرت خيارات الفنادق فلم تعد الفنادق ذات النجوم الخمس هي الخيار الأول بل بات معظم المسافرين يعتمدون فنادق ثلاث أو أربع نجوم ووفق الميزانية التي وضعوها للسفر.

لا شك أن الوضع المالي قد أثر على سفر اللبنانيين الى الخارج للسياحة لكن، المفاجئ في الأمر أن هناك إنفاقاً سياحياً كبيراً يطرح أكثر من علامة استفهام. أما الجواب المنطقي الأكثر قرباً من الواقع فهو أن الناس الذين كانوا يعملون ويخبئون قرشهم الأبيض لليوم الأسود باتوا اليوم ينفقون ما يجنونه ليستمتعوا بحياتهم بعد أن خسروا ما خسروه في الحرب.

مكاتب السياحة والسفر مستنفرة، عاد الضغط الى مكاتبها: حجوزات، رحلات استفهامات بالجملة، وكأن كل اللبنانيين يودون السفر الى الخارج أو كأن لا ازمة مالية ولا من يحزنون أو يحسبون… خيارات السفر كثيرة لكنها اختلفت عن السابق، فالظروف أوجدت وجهات مستجدة وألغت وجهات تقليدية. فالى اين يسافر اللبنانيون؟

تركيا: ووفق مؤشرات مطار رفيق الحريري الدولي، فإن الغالبية الساحقة من الرحلات إلى تركيا تقلّ سياحاً لبنانيين لاسيما تلك المتوجهة إلى مطارات بودروم ودالامان وأضنة، أما المتوجهة إلى مطار أتاتورك في اسطنبول فيتنوّع ركابها بين السياح والعابرين إلى دول أخرى عبر اسطنبول.

أنّ تركيا بعاصمتها ومدنها الساحلية تتصدّر وجهات السفر المفضّلة لدى اللبنانيين لأسباب عديده أوّلها غياب الحاجة لتأشيرة دخول إليها، والعروض الكثيفة للباقات السياحية بالسفر مباشرة إلى مدنها الساحلية بأسعار جيدة، إلى جانب كثافة عدد التجار اللبنانيين الذين يقصدون تركيا لاستيراد المنتجات المختلفة.

تركيا مقصودة بوتيرة كبيرة لأن الأسعار فيها أرخص من أوروبا، وبالتالي فإن الشرائح الاجتماعية التي تذهب إلى هناك ليست مقتدرة بالمعنى الواسع، فهي وجهة سياحية رائعة، تضم العديد من المدن الرائعة، والشواطئ الساحرة، والبحيرات الجميلة، والمعالم الأثرية المدهشة.

بالنسبة للدول العربية تأتي مصر كخيار أول عند اللبنانيين سواء بالنسبة للقاهرة وللرحلات على النيل أو بالنسبة لشرم الشيخ والغردقة. وهذه الخيارات مناسبة للبنانيين باسعارها. أما تونس و المغرب فالفيزا إليهما لا تخلو من الصعوبة لذلك لم يعودا ضمن الخيارات المطلوبة فيما دبي تعتبر بلداً باهظ الكلفة للسياحة بالنسبة للبنانيين، والذين يقصدون دبي للسياحة لا تتخطى نسبتهم 10% فيما الباقون يقصدونها لزيارات عائلية أو للعمل. أما البلدان الأسيوية التي كان يرغبها اللبنانيون في السابق فصارت كلفتها عالية لا سيما بالنسبة الى بطاقات السفر وتراجع الطلب عليها.

يفضل اللبنانيون السفر إلى سيرلنكا والمالديف، اللتان تعتبران مكانين مثاليين للمتزوجين حديثاً، بعد تراجع الإقبال على فييتنام وتايلاند مقارنة بالسنوات الماضية. وتتميز سيرلنكا بطبيعتها الجبلية الجميلة، التي تشجع البرامج السياحية المعتمدة على التنقل من منطقة إلى أخرى، بأسعار تبدو مثالية لمن يريد تمضية فترة زمنية طويلة. أما المالديف فتتميز بشواطئ مثالية للإستجمام والسهر.

اليونان: تحولت جزيرة ميكونوس اليونانية في السنوات الماضية إلى المقصد الأول لعشاق السهر والحفلات الصاخبة من اللبنانيين، خصوصاً أنها تتميز بالإنفتاح الثقافي. أما جزيرة سانتوريني اليونانية فيفضلها المتزوجون حديثاً، الذين يريدون تمضية وقت هادئ في شهر العسل.

جورجيا :تعد كنزا غير مكتشف في أوروبا الشرقية، لديها تنوع طبيعي، من جبال القوقاز، إلى شواطئ البحر الأسود، ما يجعلها وجهة مميزة للبنانيين.

رغم ذلك، يبدو أن أوروبا لم تعد مقصودة كثيراً من المقيمين في لبنان، ولا سيما بسبب ارتفاع أسعار الإقامة الفندقية هناك والتي زادت كثيراً في آخر سنتين.