استهداف سيارة قرب الدامور وأخرى في الحنية.. قتيلان من الحزب و"الجماعة"
في لبنان... أخطاء قديمة تكرّر النتائج نفسها والدوامة تدوم وتدوم... وتدوم...
هي الأخطاء القديمة نفسها تتكرر اليوم أيضاً.
ففي السابق، عوّل اللبنانيون على العلاقات الأميركية - الإيرانية عموماً، سواء في فترات التفاوض والتوافق و"التبريد" الأميركي - الإيراني، أو خلال حقبات التصعيد و"التفجير" المتبادل بين الأميركيين والإيرانيين على امتداد ساحات الإقليم، وكأن بإمكانهم أن يفعلوا ذلك من دون حساب، ومن دون اعتراف بحقيقة أن ما يمكن لإيران أن تفعله أو تقوله... لواشنطن، لا يمكن للبنان أن يقلّده، ولا أن يتّكل عليه لذاته.
ضوابط محددة
ورغم التغييرات الكبيرة التي حلّت بالمنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية، لا تزال السلطة اللبنانية على حالها في مسألة أساسية سلبية، وهي أنها تعتبر أن باستطاعتها أن تقبل أو ترفض هذا الأمر أو ذاك على إيقاع العلاقات أو المفاوضات الأميركية - الإيرانية، وبإصرار على تجاهل حقيقة أن ما يمكن للولايات المتحدة الأميركية أو لأي دولة أخرى أن تقبله من طهران، أو أن تنتظره هناك، ليس هو نفسه بالضرورة بالنسبة الى لبنان، و(بإصرار على تجاهل حقيقة) أن ترابُط الملفات الإقليمية لا يسمح بالضرورة للبنان بأن يفعل ما يحلو له، من دون معايير وضوابط زمنية وسلوكية محددة.
الفشل نفسه
فمن ينقذ الشعب اللبناني من نتائج تلك السياسات، ومن مفاعيل هذا النوع من الحكم، خصوصاً أنه يستحيل فصل الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والمالية... عن السياسية، والأمنية، والعسكرية؟ ولماذا الإصرار على تجميد كل شيء دائماً من حساب وقت الناس في هذا البلد، الذين هم بحاجة الى حكم ينتشلهم مما هم فيه، وليس الى (حكم) يميل بحسب نتائج المفاوضات الأميركية - الإيرانية، أو العلاقات الإيرانية - العربية؟
ولماذا الإصرار الداخلي الدائم على ارتكاب الأخطاء نفسها، غير القادرة على إيصال البلد، سوى الى نتائج الفشل القديم نفسه، وتكاليفه المتعددة الهائلة؟
مشكلة حقيقية
صحيح أن لبنان دولة صغيرة، سواء على صعيد المساحة الجغرافية، أو التأثير الإقليمي والدولي. وصحيح أن مجالات تأثير هذا النوع من البلدان تكون محدودة جداً في العادة. ولكن دولاً مثل الكويت، أو قطر، أو غيرها... قادرة على حماية ذاتها من جهة، وعلى الاضطلاع بأدوار خارجية بمفاعيل دولية، وبين أكبر دول العالم، رغم صِغَر مساحتها. وهو ما يعني أن صغر المساحة الجغرافية ليس عذراً. فما هي مشكلة لبنان الحقيقية؟
تؤكد أوساط مُتابِعَة لوكالة "أخبار اليوم" أن مشكلة لبنان الدائمة هي في أنه بلد مُتلقٍّ، وليس بلداً مبادِراً. فلا أحد في البلد يبادر ويدعو العالم إلينا، ويضع أوراقنا على الطاولة، بل ينتظر الجميع الخارج ليقول لنا ما يريده، ويعملون على هذا الأساس.
"محيطات" التغيير
واستناداً الى ما سبق، وبما أننا الآن أمام الحالة السابقة نفسها، فإن المعطيات الداخلية والخارجية لن تتغيّر بالنسبة الى بلدنا، ولن نكون بوضع أفضل. كيف لا، والسلطة المحلية مُعتادة على قديمها.
كل جديد مُخيف في مكان ما. ولكن في حالة لبنان، قد لا يكون الجديد مُخيفاً تماماً كالقديم الذي خرب البلد وحياة شعبه. فمن يجرؤ على رمي نفسه في "محيطات" التغيير الكبرى، كمقدمة تمهّد لبَدْء الزمن اللبناني الجديد؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|