5 أعوام هي 5 دقائق في عالم اليوم فيما السلطة اللبنانية عاجزة عن طباعة روزنامة!...

قد يكون من الأفضل البَدْء بمحاولة تلمُّس واستيعاب رياح التغيير السياسي الكبير التي ستهبّ على لبنان، بعد مدة زمنية غير بعيدة تماماً، والتي ستكون بمفاعيل أكبر من أعاصير.

"خارج الخدمة"...

فلبنان بات مُتعَباً جداً على الصُّعُد كافة، ضمن عالم يستعدّ لمتغيّرات السنوات القليلة القادمة، التي ستكون هائلة، والتي لن نتمكن من مجاراتها، ولا من التعامل معها، بالشكل المحلي الحالي للبلد. فبلدنا "يخرج من الخدمة" تدريجياً منذ سنوات قليلة وحتى الساعة، وهو لا يزال على تلك الحالة، فيما لا أحد يُفصِح عن ذلك جهاراً رغم أن الجميع يدركونه.

ففي لغة الدول، باتت السنة الواحدة تعني ثانية واحدة، والخمسة أعوام تعني خمس دقائق، والعشرة أعوام تعني عشر ساعات، لا أكثر... وهكذا دواليك، بينما يعجز الداخل اللبناني عن وضع أُطُر محددة بالمكان والزمان لأي شيء محلي، ومهما كان كبيراً أو صغيراً، بسيطاً أو معقَّداً. ورغم ذلك، يجهد كل من في الداخل لإقناع الخارج بأننا دولة، تنطبق عليها شروط اعتبارها دولة، بالفعل.

الخارج... لن ينتظر

شدد مصدر مُطَّلِع على أنه "بمعزل عن بعض التعيينات، لم نشهد أي تغيير كبير، يليق بالقول إننا على السكة الصحيحة. وانطلاقاً من ذلك، أعتقد أننا على مشارف الدخول في دائرة المراوحة السياسية بوضوح أكبر بعد مدة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "دول الخارج لن تنتظر أكثر. فالضغط الدولي مستمر رغم أن الدولة اللبنانية تنتظر نتائج المفاوضات الأميركية - الإيرانية، حتى تُعيد ترتيب أمورها، لا سيما في ما يتعلق بملف السلاح غير الشرعي".

الانتظار من جديد؟

وأشار المصدر الى أن "دول الخارج عموماً، والولايات المتحدة الأميركية والسعودية خصوصاً، أعطوا الدولة اللبنانية فرصة محددة من أجل القيام بإصلاحات مطلوبة. وبالتالي، لا تمتلك الدولة ترف الوقت، ولا القدرة على تجاوز الوقت المسموح لها. هذا مع العلم أن لا شيء تغيّر عملياً، رغم الانشغال بعدد من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية، خلال الأسابيع الماضية".

وختم:"يبقى أمامنا الآن نحو أربعة أو خمسة أشهر، قبل أن تجد السلطة المحلية نفسها أمام استحقاقات دولية مهمة جداً، تبعاً لشروط مفروضة على الساحة اللبنانية. فإما تُطبَّق الإصلاحات، أو سنعود الى دوامة الانتظار الذي كان سائداً في السابق".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"