الهجوم العراقي على عون مستمرّ: "من أنت لتحدد لنا الصحّ من الخطأ؟"

في خطبته السياسية التي ألقاها في بغداد، تطرق آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، إلى أبرز التطورات الإقليمية، ووجّه انتقادات لاذعة تجاه التدخلات الأجنبية في الشأن العراقي. كما شدد على ضرورة الحفاظ على وحدة الشيعة ومحور المقاومة في مواجهة الضغوط الخارجية.

وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، التي دعا فيها إلى عدم تكرار تجربة الحشد الشعبي في لبنان، اعتبر آية الله الموسوي أن هذه التصريحات تمثل إساءة واضحة للحشد الشعبي، الذي وصفه بـ"القوة الدفاعية التي تمثل الشيعة في العراق". وأكد الموسوي أن هذه التصريحات تندرج ضمن محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل لتفكيك قوة الشيعة في لبنان، خاصة عبر استهداف سلاح حزب الله.

كما أشاد آية الله الموسوي بموقف وزارة الخارجية العراقية التي استدعت السفير اللبناني على خلفية هذه التصريحات، واعتبر أن هذا التصرف كان "ردًا مناسبًا" على ما وصفه بـ"الإساءة للحشد الشعبي". وأضاف أن محاولات تبرير التصريحات من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين "زادت الطين بلة"، مطالبًا بموقف أكثر وضوحًا من السلطات اللبنانية تجاه هذا النوع من التصريحات.

في خطبته السياسية التي ألقاها في بغداد، وجه آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد، انتقادات لاذعة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن الحشد الشعبي العراقي. وتوجّه الموسوي إلى عون بالقول: "من أنت لتحدد لنا الصحّ من الخطأ؟ أنت نكرة، من أنت؟"، مستنكرًا بشدة التصريحات التي اعتبرها إساءة للحشد الشعبي العراقي واعتداء على محور المقاومة.

وأضاف السيد الموسوي، في تصريحاته الحادة، "عيب عليك، واستحي"، مشيرًا إلى أن لبنان لولا دعم العراق لما استطاع أن يواجه الأزمات التي مر بها، وقال: "لو لم يقدّم العراق النفط للبنان لعشتم في ظلام دامس وجوع دامس". وتابع: "لبنان عايش من خيرات العراق".

كما شدد الموسوي على أن تقديم العراق الدعم إلى لبنان ليس إلا تعبيرًا عن الواجب العقائدي والديني تجاه الإخوان الشيعة في لبنان، قائلاً: "إذا قدّمنا لأبنائنا الشيعة فهؤلاء منا عقائديًا ودينيًا، أما أنتم فلستم منا".

وتطرق الموسوي إلى الوضع السياسي في لبنان، مشيرًا إلى أن هذا الوضع يخضع بشكل كامل للإرادة الأميركية والإسرائيلية. وقال إن لبنان يشهد تدخلات خارجية تؤثر في قراراته الداخلية، مشددًا على أن "العراقيين لا علاقة لهم بصراعات الداخل اللبناني"، داعيًا اللبنانيين إلى حل مشكلاتهم بأنفسهم دون تدخلات أجنبية.

وفيما يتعلق بالعلاقات العراقية-اللبنانية، شدد السيد الموسوي على أن العراق قدّم مساعدات ضخمة للبنان، واصفًا ذلك بأنه جزء من "الواجب الأخوي" بين الشعبين، نظرًا لوجود الإخوان الشيعة اللبنانيين الذين يرتبطون بعلاقات قوية من المحبة والإخاء مع الشعب العراقي. ومع ذلك، عبّر الموسوي عن استيائه من ما أسماه بـ"الجحود اللبناني" تجاه هذه المساعدات، قائلاً: "بعض المسؤولين اللبنانيين ينكرون الجميل ويتمادون في تطاولهم على العراق".