العالم يلتئم في قطر... إبهار منتظر لأفضل نسخة مونديالية في التاريخ
إثنا عشر عاماً من الإنتظار إنقضت، ولات الوقت وقت الحقيقة. إمارة قطر ذات المساحة الصغيرة تفتح ذراعيها لإحتضان العالم بأسره، وتضع العالم العربي والشرق الاوسط على قائمة الدول المضيفة لنهائيات كاس العالم بنسختها الـ22 حتى 18 كانون الأول.
انتصرت الإمارة الخليجية على كل العوائق، كانت على مستوى كل التحديات، بذلك كل ما في وسعها من جهد وتعب من رأس الهرم الى القاعدة الشعبية، وأنفقت كل ما يتوجب وأكثر لأجل تجهيز "موطن المونديال" على أفضل حلّة، ولتكون "نسخة الشرق الاوسط" الافضل في التاريخ.
كل شيء جاهز، الملاعب ومرافقها، خطط النقل، الفنادق مناطق الجماهير وتجمعاتها وملاذاتها، والكل ينتظر بشغف ركلة البداية الأحد.
إفتتاح إستثنائي لنسخة إستثنائية!
تدرك اللجنة المنظمة للحدث الرياضي الاهم، ان حفل الإفتتاح يمثّل مدخلاً موجزاً يعبّر عن تظاهرة كُبرى، غاية المشاركين فيها تحقيق مجد عالمي، عبر التتويج ورفع الكأس الذهبية عالياً. مجدٌ آخر يناله البلد المستضيف للبطولة، يعبّر عنه بطرق شتى، أبرزها الحفل الافتتاحي.
البطولة الإستثنائية، في كل تجهيزاتها اللوجستية، تتكامل مع حفل انطلاقة "مبهر"، ليستمع العالم لصافرة البداية، وما ستكتبه دحرجة الكرة بين الأقدام. فمسرح البطولة في قطر هو مركز الكرة الأرضية طوال المونديال، ولا بد من أن يكون افتتاحاً استثنائياً لبطولة استثنائية.
أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيكون أول الحاضرين في الملعب، مرفوقاً بالعديد من الزعماء العرب والعالميين ولا سيما من الدول المشاركة، الى آلاف المدعوين لهذه التظاهرة العالمية.
"أرحبوا"
اللمسات الأخيرة وضعت، مئات الآلاف انتشروا في الدوحة وضواحيها تأهباً لصافرة البداية، كل من وفد الى الدوحة نقل صورة مميزة عن تحضيرات هذا البلد الصغير بمساحته، والكبير جداً بإرادته، وكل مسؤولي البطولة يبادرون زوار المونديال بعبارة "ارحبوا" باللهجة المحلية وتعني كلمة "مرحبا" في اللغة العربية الفصحى.
اثنا عشر عاماً من الإنتظار، جهد جبّار، إصرار وعزيمة لا متناهيان، بنية تحتية نموذجية، ملاعب فارهة، تسهيلات دقيقة، تنظيم لوجستي على أفضل نحو، وغيرها من النقاط الإيجابية التي قامت بها الإمارة الخليجية بهدوء، غير مبالية بترّهات الإعلام الغربي الذي لم يستسغ ان يفوز بلد صغير باستضافة "درّة تاج البطولات الرياضية".
إتهامات وترّهات!
الصمت كان الردّ الأبلغ على "ترهات" الغرب واتهاماته، الإعلام البريطاني والاميركي والاوروبي عموماً استحضروا كل الملفات والمواضيع لضرب الإستضافة وبث الشائعات للنيل "الإمارة الخليجية" التي فازت بالغستضافة على حساب دول مثل انكلترا "مهد كرة القدم" والولايات المتحدة واستراليا وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها. انتقادات لم تتوقف من شراء الأصوات، مناخ الإمارة الحارّ ومجتمعها المحافظ، إلى سجلّها في مجال الحريّات وحقوق الإنسان، ولا سيّما حقوق المرأة والعمّال المهاجرين ومجتمع المثليين، لكن كل هذه "الإشاعات" لم تنل من عزيمة القطريين ليقوموا بكل شيء من أجل تسيير فعاليات البطولة بسلاسة كي تبقى صورتها في الذاكرة على أنها موقع استضافة ناجح، وليساعد ذلك في تأكيد مكان ومكانة الدوحة على الساحة العالمية.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اتهم منتقدي بلاده بازدواجية المعايير والتلفيق، ويقول محللون إنه مع استعداد قطر لانطلاق البطولة غداً الأحد، ستكون معايير النجاح هي أن يستمتع المشجعون والجماهير بالمباريات دون وقائع ولا أحداث جسام مما يسمح للدوحة بصرف الانتباه عن الانتقادات.
ويقول مارك أوين جونز الأستاذ المساعد في جامعة حمد بن خليفة "هناك الكثير جدا من التغطية السلبية التي تركز على حقوق العمالة وحقوق الإنسان. إدارة كأس العالم هو الفرصة الوحيدة التي تراها قطر للخلاص من ذلك".
علامة تجارية وطنية
ويضيف "مؤشرات إقامة كأس عالم ناجح ستكون كتدريب على بناء علامة تجارية وطنية، لوضع قطر في موقع المركز الرياضي المهم في الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع... وعلى مستوى القوة الناعمة، ستوضح أن قطر لاعب عالمي ومتعدد الأوجه".
المسؤولون القطريون بدوا مستائين بشكل متزايد مما يعتبرونه انتقادات ظالمة تضمنت دعوات بالمقاطعة. وقال وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لصحيفة لوموند الفرنسية إن الدعوات لمثل تلك الخطوة جاءت من عدد محدود من الدول تُعد على أصابع اليد، عشرة على الأكثر، ولا تُعتبر ممثلا لبقية العالم الذي يتطلع للبطولة. وقال "الذرائع التي تُساق لمقاطعة كأس العالم ليست منطقية. هناك الكثير من مخالفة الواقع في تلك الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه".
لا للتسييس!
وفي اختلاف للغة الخطاب، حثت فيفا الفرق المشاركة على التركيز على كرة القدم في قطر وعدم السماح بجر الرياضة "لمعارك" أيديولوجية أو سياسية، وهي دعوة أيدتها البرازيل. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه على ثقة بأن تنظيم البطولة سيكلل بالنجاح.
ثمانية وعشرون يوماً سيتأهب العالم لمتابعة كرة جلدية لا يتجاوز وزنها 500 غرام، تتناقلها أقدام أفضل اللاعبين المهاريين والمواهب الرياضية. جماهير شغوفة توجهت الى عاصمة الحدث، لمتابعة المباريات في ثمانية ملاعب كلها على مسافة متقاربة، تتيح للمشجع مشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد، الأمر الذي كان صعبا جدا في نسخات سابقة، وقد عُدّ نقطة إيجابية "لأفضل نسخة مونديالية في التاريخ" بحسب رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو.
832 لاعباً يمثلون 32 منتخباً، سيقدّمون كل ما في وسعهم لأجل الكأس الذهبية "السيدة الحاملة للكرة الأرضية"، وهو لقب ينقل صاحبه الى لائحة أساطير اللعبة الشعبية، حيث ستُعرف هوية مرتادي "السجل الذهبي" في 18 كانون الاول المقبل على أرض ملعب لوسيل.
220 مليار دولار تكلفة إجمالية و500 مليون دولار كل أسبوع.. هذا ما أنفقته قطر على الإنشاءات والتجهيزات الخاصة باستضافتها بطولة كأس العالم، وشملت منظومة البنية التحتية العملاقة، شبكة متكاملة من الطرق والجسور والصرف الصحي والاتصالات والمواصلات، وبناء مدينة لوسيل بكلفة قاربت 45 مليار دولار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|