خاص

"من الطائرة الفرنسية إلى الطائرة المجهولة: أفول ولاية الفقيه وسقوط المحور"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


كتب سمير خداج في القناة 23


في مشهد تتكرّر فيه رمزية الطائرات ولكن بانعكاس المعنى، تعود الذاكرة إلى عام 1979، حين أقلّت طائرة فرنسية آية الله الخميني من منفاه في باريس إلى طهران، إيذاناً بقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. اليوم، وسط الزلازل الجيوسياسية التي تضرب المنطقة، تعلو همسات في كواليس السياسة مفادها أن: "المخابرات الأميركية التي صنعت الخميني وأحضرته على الطائرة الفرنسية ستأخذ خامنئي...  بعد ما اتفقوا على الطائرة."

إنه إعلان صريح لنهاية مرحلة كاملة: Game Over.
 

من صناعة الثورة إلى تفكيك النظام
 

لا يمكن تجاهل الأحاديث التاريخية التي تُلمّح إلى دور غربي في تسهيل صعود الخميني، ضمن إطار كبح الشيوعية في الشرق الأوسط، والتخلص من الشاه الذي تحوّل عبئاً على مصالح الغرب. واليوم، يجري الحديث عن إخراج خامنئي من المسرح السياسي، لا على متن طائرة فخمة بل على وقع احتجاجات شعبية، انهيار اقتصادي، وتخبط استراتيجي
 

داخلياً: شعب يختنق... ونظام يحتضر
 

في الداخل الإيراني، انكشفت محدودية القبضة الحديدية. جيل جديد لا يهاب السجن ولا الرصاص، واقتصاد يتآكل من الداخل. الحرس الثوري عاجز عن المواجهة، و"ولاية الفقيه" باتت عبئاً على طهران قبل أن تكون راية ثورية ودينية.


هروب الأسد... وانتهاء الهيمنة الإيرانية على دمشق
 

في دمشق، لم تنج بقايا النظام السوري من الانهيار. بعدما انهارت مؤسسات الدولة، وتخلى عنه داعموه الروس نتيجة فوضى داخلية، فرّ الرئيس بشار الأسد إلى روسيا في مشهد يُذكّر بنهايات الأنظمة التي فقدت الشرعية، تاركاً الساحة لقائد جديد: أحمد الشرع ، والمعروف بمواقفه وخطه المعادي لإيران. وصول الشرع إلى السلطة شكّل ضربة استراتيجية عميقة لنفوذ طهران في سوريا، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة تنأى بنفسها عن المحور الإيراني.


اغتيال نصرالله... وسقوط قادة الصف الأول


أما في لبنان، فقد تلقى المشروع الإيراني ضربة قاصمة باغتيال السيد حسن نصرالله وقيادات الصف الأول في حزب الله في غارة إسرائيلية نوعية وغير مسبوقة. العملية التي وُصفت بأنها "ضربة الرأس" أسقطت الرمز الذي شكّل لعقود واجهة "المقاومة"، وأدخلت الحزب في دوامة تخبّط، وسط تصاعد الأصوات بتطبيق القرار 1701 بالكامل، ونزع سلاح حزب الله من جنوب لبنان، وتثبيت سلطة الدولة على كامل أراضيها.


ضربة موجعة في اليمن: تفكك الذراع الحوثية


في اليمن، لم يكن الوضع أفضل بالنسبة للمحور الإيراني. الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة أسفرت عن مقتل قيادات بارزة وتدمير مراكز اتصالات وتوجيه كانت تُستخدم لإدارة العمليات خارج اليمن، خصوصاً الهجمات البحرية في البحر الأحمر. هذه الضربات، التي جاءت بإسناد دولي وإقليمي واسع، شكلت انتكاسة عسكرية ومعنوية للذراع الإيرانية في شبه الجزيرة العربية، ودفعت كثيرين إلى اعتبارها إعلان بداية النهاية للنفوذ الإيراني في اليمن، وعودة محتملة للسلطة الشرعية بدعم دولي.

 

واشنطن والمفارقة الساخرة


المفارقة أن من غضّت الطرف أو ساهمت في إيصال الخميني إلى السلطة، هي نفسها اليوم التي تراقب هندسة مرحلة ما بعد خامنئي. الطائرة التي حملت رمز الثورة باتت الآن رمزية لطائرة ستقلب النظام وتطيح به .


ما بعد "Game Over"


نحن لا نشهد فقط نهاية رجل أو نظام، بل انهياراً استراتيجياً لمشروع بكامله: من قم إلى الضاحية، ومن دمشق إلى صنعاء. ومع هروب الأسد، واغتيال نصرالله، وارتباك خامنئي، تنهار أركان المحور قطعةً تلو الأخرى. وما تبقى ليس إلا فراغاً تبحث القوى الدولية عن كيفية ملئه، على أنقاض مقاومة تحوّلت عبئاً على شعوبها.
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا