الصحافة

إسرائيل تعاود قصف الضاحية... توسيع الحرب مُجدّداً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من دون مقدمات او تمهيد، قرر العدو «الاسرائيلي» يوم أمس الأحد ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية، منذ اعلان وقف النار في تشرين الثاني الماضي. وفيما ادعى رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو ان جيشه هاجم «البنية التحتية التي خزن فيها حزب الله صواريخ دقيقة»، بدا واضحا ان الضربة عبارة عن رسالة «اسرائيلية» بـ «النار»، مفادها ان «تل ابيب» مستعدة لجولة جديدة من الحرب، في حال لم يتم تسليم السلاح شمالي الليطاني، وأن لا خطوط حمراء امامها لا في بيروت وضاحيتها ولا في اي منطقة لبنانية اخرى.

وما يفترض التوقف عنده، انه فيما كان العدو قد ربط استهداف الضاحية قبل شهر بالصواريخ، التي كانت قد انطلقت من الاراضي اللبنانية واستهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة، اتت الضربة هذه المرة بغياب اي حركة من الجهة اللبنانية، ما يوحي بمحاولة فرض معادلات جديدة، بالتزامن مع المفاوضات الناشطة الاميركية- الايرانية. 

ضغوط جديدة مقبلة

وتعتبر مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» ان التصعيد «الاسرائيلي» الميداني، يواكب حملة داخلية تدفع باتجاه تحديد مهل لسحب سلاح حزب الله، مرجحة في تصريح لـ «الديار» ان تتزايد الضغوط في الايام القليلة المقبلة على كل الجبهات، سياسيا وميدانيا واعلاميا، ردا على مواقف قياديي الحزب كما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذين اكدوا رفض تسليم السلاح راهنا، وقبل تحقيق مجموعة من الشروط ابرزها انسحاب العدو من الاراضي التي لا تزال محتلة، ووقف خرق وقف النار وتحرير الاسرى».

وتضيف المصادر:»والانكى ان كل الخروقات «الاسرائيلية» تحصل في وقت ان اللجنة التي من المفترض انها تراقب تطبيق وقف النار، هي في غيبوبة تامة، ما يؤكد ان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية، متواطئ تماما مع «اسرائيل» ويغطي كل ما تقوم به».

مواقف لبنان الرسمي

ودان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون كما رئيس الوزراء نواف سلام استهداف الضاحية. واعتبر عون ان «على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما، ويجبرا «إسرائيل» على التوقف فوراً عن اعتداءاتها»، منبها الى ان «استمرار «إسرائيل» في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات، ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها».

من جهته، طالب سلام «الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات، وتسريع الانسحاب «الاسرائيلي» الكامل من الأراضي اللبنانية. كما أكد أن «لبنان يلتزم ببنود القرار 1701 كاملاً وباتفاق الترتيبات الأمنية، وان الجيش اللبناني يواصل عمله ويوسع انتشاره في الجنوب كما في سائر الأراضي اللبنانية، لبسط سلطة الدولة، وحصر السلاح بيدها وحدها».

كذلك دعت وزارة الخارجية اللبنانية الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، الـى «الضغط على «اسرائيل» لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الامن ١٧٠١، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الامن، كونها تُقوّض السلم والامن الاقليميين وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية». وأكدت ان الوزارة ستواصل «اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات، وانسحاب «اسرائيل» من جميع المناطق والنقاط اللبنانية التي ما زالت تحتلها، مع تشديد لبنان على التزامه بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701 بكل مندرجاته».

ادعاءات «اسرائيل» 

وفي الوقت الذي أعلنت إذاعة جيش العدو ان «إسرائيل» أبلغت الولايات المتحدة قبل الهجوم على الضاحية،  زعم رئيس الوزراء «الإسرائيليّ» ووزير الدفاع أنّ الجيش «الإسرائيليّ» هاجم «بشدة بنية تحتية كانت تُخزن فيها صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله في بيروت». واكدا في بيان مشترك ان «منطقة الضاحية في بيروت لن تكون ملاذًا آمنًا لهذا التنظيم». كما حمّلا الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن منع هذه التهديدات.

موقف حزب الله

وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله انتقد خلال حفل تأبين في جنوب لبنان، أداء الدولة بالتعامل مع «اسرائيل»، واعتبر ان «الدولة التي لا تقوم بواجباتها، لا تستطيع ان تطالب بأيّ أمرٍ تعتبرهُ من حقوقها كدولة، ولذلك هذا الأداء يسيء إلى الدولة ولا يبني الدولة، ولا يدعها قادرة ان تعمل ما تريد وقت تخلّيها عن مسؤولياتها ووجباتها»، واضاف: «نحنُ لا نُنكر الواقع، نحن نعترف بأنّنا أصِبنا بخسارة كبيرة، وتعرضنا الى زلزال هائل أصابنا بالفقد، ولكن هذا لم يؤدِ بنا الى الانهيار، ولا الى الاستسلام ولا الى الخضوع». 

كذلك اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «لبنان بلا جيش ومقاومة ليس أكثر من فريسة دولية إقليمية»، وقال في بيان: «البلد من نفق إلى نفق، والحقيقة مرة، وملفات لبنان الأساسية مجمدة دولياً وسط عجز مخيف لدى مؤسسات الدولة وطواقمها، والشروط الأميركية التعجيزية تضع البلد بحالة الموت السريري دون أي معارضة أو حراك سيادي، ولا أولوية للبنان بأوراق واشنطن وبروكسل سوى ما يخدم مشروع «لبنان الفريسة». 

جعجع: العالم قد يتخلى عن لبنان

بالمقابل، نبّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى أن «العالم يراقب لبنان عن كثب»، سائلاً: «كيف سيثق بنا المجتمع الدولي والمجتمع العربي، إذا لم نضبط حدودنا ونثبّت سيادة الدولة؟»، محذراً من أن «العالم قد يتخلى عن لبنان خلال أشهر قليلة إذا لم تثبت الدولة فاعليتها».

وخلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقيّة زحلة في حزب «القوّات اللبنانيّة» في معراب، اعتبر جعجع أن «لبنان لم يتوغل بعد في برّ الأمان الكامل، رغم انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة»، مشدداً على أن «الأوضاع لا تزال محفوفة بالمخاطر، وأن البلاد بحاجة إلى إصلاحات جذرية وإلى حصرية السلاح بيد الدولة، لبناء دولة فاعلة ومجتمع مزدهر». 

عملية اغتيال جنوباً

وقبل التصعيد باستهداف الضاحية، كانت «اسرائيل» نفذت غارة جوية في الجنوب ادت الى استشهاد شخص.  وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان أن «الغارة التي شنها العدو «الإسرائيلي» بمسيرة على بلدة حلتا جنوب لبنان، أدت إلى سقوط شهيد». يذكر ان المواطن عامر عبد العال استشهد في العدوان الجوي الذي استهدف مزرعته للدجاج بين مزرعة حلتا ووادي خنسا في منطقة العرقوب.

بالمقابل، ادعى جيش الاحتلال بأنه قتل «عنصراً من حزب الله في منطقة حلتا، كان يعمل على إعادة إعمار قدرات الحزب في المنطقة». 

بولا مراد-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا