العريضي يحذّر: ما جرى في الضاحية قد يتكرر... لا حرب في الأفق ولكن!
ي ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية في الداخل اللبناني، يعيش اللبنانيون حالة من الترقب والقلق من احتمال انفجار الأوضاع الأمنية في أي لحظة. هذا القلق يتبدّى من التحركات العسكرية والرسائل السياسية الخارجية، ومن الانقسامات الداخلية الحادة حول ملفات حساسة، أبرزها سلاح حزب الله ومسار الإصلاح المالي والإداري، ما يضع البلاد أمام مرحلة دقيقة ومفتوحة على مختلف الاحتمالات.
في هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي إن "قصف الضاحية الجنوبية شكّل رسالة سياسية أميركية إلى إيران، بهدف رفع سقف الضغوط عليها في إطار المفاوضات الجارية بين الطرفين. وبالتالي، قد يتكرر هذا القصف في الضاحية أو في أي منطقة تراها إسرائيل مناسبة، خصوصًا في ظل الدعم الأميركي غير المسبوق لتل أبيب في هذه المرحلة".
و أضاف: "هذا القصف أثار قلقًا واسعًا وهواجس لدى المواطنين، حيث بدأ البعض بالبحث عن منازل في مناطق أكثر أمانًا خوفًا من عودة الحرب. إلا أن معلوماتي تفيد بأنه لا توجد حرب في الأفق، إنما القلق والخوف يتناميان بين اللبنانيين في ظل حالة الانقسام التي عادت إلى الواجهة، على خلفية سلاح حزب الله والمواقف التصعيدية لنواب وقادة الحزب".
وتابع: "يرى البعض ضرورة نزع هذا السلاح غير الشرعي بالقوة، وهو أمر غير مجدٍ، بل يجب ترك الأمور للحوار الذي يقوده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع حزب الله".
وأردف: "برأيي، يُعدّ الرئيس عون من أبرز رؤساء الجمهورية، لما يتمتع به من حكمة ودراية، وقد أعاد الروح إلى الدولة اللبنانية وساهم في إعادة انتظام المؤسسات، وإن كان ذلك لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت".
وفي سياق آخر، قال العريضي: "مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في جبل لبنان، تشهد الساحة توافقات وخلافات وانقسامات وتباينات، بالإضافة إلى عمليات تزكية. إلا أن القلق الأساسي يتمثل في أداء الأحزاب التي تتدخل في أدق التفاصيل، ما أدى إلى شرخ في العائلات وحتى انقسام في صفوف بعض الأحزاب نفسها. ورغم ما يُقال عن عدم تدخلها، فإن الأحزاب اعتادت منذ الحرب الأهلية إلى اليوم على ترك بصمتها في كل استحقاق، وهذا التدخل غالبًا ما يأتي بأداء سلبي ينعكس على التنمية ومسيرة البلديات".
وأشار إلى أن "ما يجري في بلدية بيروت هو موضع اهتمام لدى المعنيين في سبيل الوصول إلى المناصفة. وما يقوم به اليوم الوزير والنائب السابق ميشال فرعون يذكّر بالدور الذي كان يؤديه وزير الخارجية الراحل فؤاد بطرس، الذي كان يستشيره الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وأكد أن "حيثية نائب بيروت نبيل بدر السياسية والشعبية، وقربه من قواعد تيار المستقبل الذين يلتفون حوله، تتيح له لعب دور إنمائي، سياسي، طبي، تربوي ورياضي. وهذا كفيل بالحفاظ على هذه المسيرة. وبالتالي، فإن النائب بدر يؤيد المناصفة، لكن من الواضح أن مسألة دور رئيس بلدية بيروت ما زالت تشكل محور خلاف منذ سنوات، وهناك سعي حقيقي لإصلاح هذا الخلل، والوصول إلى المناصفة، وهو أمر متوقع في نهاية المطاف".
وكشف العريضي عن "ارتياح أميركي سُجّل على مستوى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكذلك لدى المسؤولين الأميركيين، تجاه الدور الذي لعبه النائب إبراهيم كنعان من خلال رؤيته للإصلاح المالي، الشفافية، وهيكلة المصارف".
وأضاف: "هذا الملف هو محور بحث عميق بين النائب كنعان وصندوق النقد الدولي، وقد أظهرت اللقاءات التي جمعته مع كبار المسؤولين الأميركيين، ومنهم الموفدة مورغان أورتاغوس التي ستعود إلى لبنان، وجود ثابتتين أساسيتين: السلاح والإصلاح".
وختم العريضي بالقول: "مسيرة الإعمار لن تنطلق في المدى المنظور، وهذا ظهر بوضوح من خلال غياب الأموال المخصصة لهذا الغرض. فقد كشف مجلس الجنوب على 150 ألف وحدة سكنية وأعطى مهلة شهرين لإزالة الردميات، ويقوم بدور كبير عبر رئيسه المهندس هاشم حيدر، الذي يتابع ويواكب ميدانيًا كل هذه الملفات، إلا أن غياب التمويل يبقى مرتبطًا بالسياسة، وتحديدًا بعنصري السلاح والإصلاح".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|