لبنان الخائف من بعضه والمستقبل يراوح مكانه دافنا رأسه بالرمال

تعيش البلاد حالة من الانتظار لما سيرسو عليه المشهد الإقليمي في ضوء المفاوضات الأميركية – الإيرانية . تدل التطورات الجارية الى ان المرحلة اللبنانية الراهنة لا تحمل أي امال واعدة وانما تبدو مرحلة مراوحة على صعد مختلفة . عجلة الحكومة لم تنطلق بعد وعملها حتى الان لم يحقق أي نتائج على مستوى التحديات والملفات المهمة الساخنة . يتقدمها الزام إسرائيل بتطبيق القرار 1701 ، وتاليا وقف اعتدءاتها على لبنان التي وصلت أخيرا الى جوار العاصمة بيروت . والانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها ، مع ما يرافق ذلك من السماح لاهالي الجنوب بالعودة الى قراهم ومنازلهم . هذا بالطبع عدا عن القضايا الداخلية المربكة، منها الاستحقاق البلدي الذي لا يزال موضع تجاذب بين إصرار فريق على إنجازه مقابل اخر يراهن على مستجدات لتأجيله ، إضافة الى تعدد اقتراحات ومشاريع القوانين المطروحة للتعجيل بقانون الانتخابات النيابية . وتبقى قضية السلاح تزيد في الطين بلة، اذ خلافا لكل ما يشاع عن موضوع الحوار حول الموضوع بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لم يُحدد بعد موعد لزيارة وفد من حزب الله الى القصر الجمهوري يمكن ان يتناول هذا الحوار وترتيباته ، خصوصا ان بعض مستلزمات هذا الحوار لم تتوافر بعد نتيجة استمرار إسرائيل في استهدافاتها للبنان وتحديدا لقادة الحزب وبيئته.

النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ "المركزية" ان لبنان بسلطاته كافة التشريعية والتنفيذية والأمنية يفتقد لرؤية مستقبلية يعمل لتنفيذها . التعاطي السياسي والاقتصادي مع الأمور يتم بشكل اني، في حين العالم بأسره يسير وفق استراتيجيات واضحة على كل المستويات . صحيح اننا مع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة طوينا صفحة اليمة من ترهل المؤسسات والبلاد لكننا لم نستطع فتح صفحة جديدة من شأنها وضع الوطن على سكة التعافي والنهوض . المجموعات اللبنانية اكانت سياسة او طائفية تعيش الخوف من المستقبل وتتصرف كالنعام التي تدفن رأسها في الرمال ، حزب الله متمسك بسلاحه ، إسرائيل ترفض الانسحاب والسماح بعودة الجنوبيين الى قراهم ، العالم يربط إعادة الاعمار ببسط الدولة سلطتها على الأرض وحصر السلاح بيد الأجهزة العسكرية والأمنية وحدها . لبنان يتخبط في هذه الدوامة وسط غياب رؤية واضحة من المجلس النيابي والحكومة لكيفية التعامل مع هذه الملفات . رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أشار الى عمل يجري بعيدا من الاعلام لسحب إسرائيل . نتمنى ذلك عله يؤدي الى حل بقية المشكلات الأخرى .

ويختم : التغيير ان لم يأتنا من الخارج وبالقوة كما شهدنا بعضه أخيرا يستوجب سنوات طويلة . الرهان على الانتخابات النيابية المقبلة علها تحمل المزيد من المستقلين غير المرتهنين لرؤساء الأحزاب والكتل المتحكمين بالأمور وبقائها تراوح في مكانها حفاظا على مصالحهم الشخصية .

المركزية – يوسف فارس