عربي ودولي

بين جنبلاط وطريف.. أزمة دروز سوريا "تتعقد" وسط النيران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتواصل التوترات بين الحكومة المركزية في دمشق والطائفة الدرزية في السويداء منذ مارس /آذار الماضي، وسط محاولات يبذلها الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط لنزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع.

يقابل ذلك تحركات يقودها الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل موفق طريف تستهدف حشد الدعم الإسرائيلي لتوفير الحماية لأبناء الطائفة في سوريا.

ومع استمرار جهود جنبلاط الهادفة للمحافظة على وحدة سوريا، في ظل محاولات تحريضية داعمة لانفصال السويداء يقودها طريف، يبقى السؤال قائمًا حول فرص نجاح أي من الطرفين في تحديد مستقبل الدروز في سوريا، وسط مشهد سياسي وأمني هش يسيطر على البلاد منذ سقوط النظام السابق.

الخبير السياسي حليم الشايب ذكر في حديثه لـ"إرم نيوز "، أن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط يحاول لعب دور الوسيط لاحتواء الأزمة بين الدولة السورية ومراجع الطائفة الدرزية في السويداء وجرمانا مستفيدًا من مكانته في الطائفة وعلاقاته السياسية الواسعة لتعزيز الوحدة الوطنية ومنع الانزلاق نحو صراع طائفي في سوريا.

وباستعراضه للجهود التي يبذلها جنبلاط لاحتواء الأزمة يشير الشايب إلى زياراته الدبلوماسية إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد بهدف حماية مصالح الدروز وضمان حقوقهم ضمن سوريا موحدة.

 وفي 2 مايو / أيار، زار جنبلاط دمشق والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق شفافة في أحداث جرمانا وصحنايا، بعد اشتباكات دامية بين مسلحين دروز وقوات حكومية، أسفرت عن مقتل أكثر من 16 شخصًا في صفوف الطرفين.

ويشير المحلل الشايب بهذا الخصوص إلى التحذيرات المتكررة التي أطلقها جنبلاط من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لإشعال فتنة طائفية، حيث صرح في 30 أبريل نيسان الماضي بالقول: "نحن في بداية مرحلة جديدة، إما أن نعيش في سوريا موحدة أو ننساق إلى المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم".

كما دعا جنبلاط، خلال اجتماع المجلس الدرزي في لبنان، إلى استمرار الحوار بين المراجع الدرزية في السويداء والحكومة السورية ورفض أي مطالب بتوفير حماية خارجية، مؤكدًا أن الدروز "جزء لا يتجزأ من الشعب السوري."

ويؤكد المحلل الشايب أن جهود جنبلاط تحظى بدعم من قيادات درزية سورية، مثل ثائر الأطرش، الذي حذر من "مخططات التفريق" بدعم إسرائيلي، وشيخ العقل حمود الحناوي وشيخ العقل يوسف جربوع. 

وقال إن فرص نجاح الجهود التي يبذلها جنبلاط كبيرة، خاصة أنها تركز على الوحدة الوطنية ودمج الدروز ضمن النسيج السوري، وهو ما ينسجم مع رغبة غالبية أبناء الطائفة في الحفاظ على هويتهم السورية.

ومن جانبه يتفق الخبير السياسي رهيّف الحوراني مع رأي الشايب في قوة موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والدعم الذي يحظى به في أوساط أبناء الطائفة، في مقابل دور موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، لخدمة الأجندة الإسرائيلية الهادفة إلى تعزيز الحكم الذاتي للدروز في السويداء، وهو الأمر الذي يسهم في دفع الطائفة نحو صدام مع الحكومة السورية.

وأشار الحوراني إلى بعض التقارير الصحفية التي تحدثت عن تخطيط إسرائيل لاستثمار أكثر من مليار دولار لدعم حكم ذاتي درزي في السويداء، بالتنسيق مع طريف الذي قام بترتيب زيارة وفد درزي من القنيطرة إلى الجولان المحتل في مارس آذار الماضي.

وذكّر الحوراني بالتهم التي توجه إلى طريف بالتنسيق مع الزعيم الدرزي السوري حكمت الهجري لدعم ميليشيات درزية، مثل "رجال الكرامة" و"أحرار الجبل"، ترفض حتى الآن تسليم أسلحتها لوزارة الدفاع السورية وقامت بتأسيس قوات حرس حدود السويداء ومجلس السويداء العسكري.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في أبريل نيسان أن إسرائيل نفذت غارة جوية قرب دمشق "لحماية الدروز"، كما كررت شن الغارات على مختلف المحافظات السورية في 2 مايو أيار الجاري، ما يعزز الاعتقاد بأن طريف ينسق مع إسرائيل لتبرير تدخلاتها.

وبشأن فرص نجاح طريف في محاولاته التحريضية لانفصال السويداء عن الدولة السورية لفت الحوراني إلى ضعف الحكومة المؤقتة الذي يقابله نفوذ عسكري كبير حققته إسرائيل في محافظات الجنوب السوري؛ ما منحها القدرة على تقديم الدعم اللازم للفصائل الدرزية المدعومة من طريف.

ورغم ذلك فإن نجاح عملية انفصال السويداء عن سوريا تبقى في كل الأحوال رهنًا برغبة أبناء الطائفة الدرزية التي رفضت في غالبيتها سابقًا الارتباط بإسرائيل، وأكدت تمسكها بهويتها السورية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا