مع السفير القطري في الطابق ٢٤: ملايين وصيف ونعي
من على شرفة منزله في وسط بيروت، في الطابق ٢٤ المطلّ على جزءٍ من العاصمة وجبل لبنان بمختلف أقضيته، يتحدّث السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني بحماسةٍ عن البلد الذي وُلد فيه، تحديداً في عاليه، وكان يقيم فيه مع ذويه حين اندلعت الحرب، ذات نيسان قبل خمسين عاماً.
يعترف السفير القطري بأنّ زياراته داخل لبنان محدودة، لأسبابٍ أمنيّة، ومع ذلك هو عاشق لهذا البلد الذي بات يدرك التوازنات فيه، وتعقيداته التي لا تنتهي.
يكشف عن سلسلة اتفاقيّاتٍ تُجهَّز للتوقيع مع لبنان، على أكثر من صعيد. تنتظر الدوحة زيارةً تجد أنّها تأخّرت لرئيس الحكومة إلى قطر والدول الخليجيّة الأخرى. ويرى أنّ على لبنان الرسمي تلقّف الفرصة المتاحة أمامه للحصول على مساعداتٍ من قطر والسعوديّة والإمارات. كما يتحدّث بإعجابٍ كبيرٍ عن الرئيس جوزاف عون، وقد تعاون معه حين كان قائداً للجيش وساهم في تأمين مساعداتٍ للجيش اللبناني، بالتنسيق مع الجانب الأميركي، كاشفاً عن قرارٍ وافق عليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد لقائه الرئيس عون على هامش القمّة العربيّة الأخيرة، برفع حجم المساعدة لكلّ عسكري لبناني من ١٠٠ إلى ٢٠٠ دولار شهريّاً، ما يجعل القيمة السنويّة ١٢٠ مليون دولار. كما يشير إلى وجود ضابطَي ارتباط قطريّين في لبنان يتولّيان التنسيق في الأمور العسكريّة.
ويبدو السفير القطري، الذي بدأ سيرته المهنيّة ضابطاً للطيران الحربي، كأنّه ينعي مهمّة اللجنة الخماسيّة التي "أدّت قسطها إلى العلاء" مع انتخاب رئيس ثمّ تشكيل حكومة.
أمّا في مسألة إعادة الإعمار، فيشدّد على أنّ قطر لن تقوم بمساهمة ماليّة إلا تحت المظلّة الدوليّة ولن تكرّر عمليّة إعادة الإعمار التي أعقبت حرب تموز في العام ٢٠٠٦. ويلفت إلى أنّ قطر أمّنت خيماً متنقّلة لإيواء النازحين إلى أن تُنجَز إعادة الإعمار، مكرّراً مسألة التنسيق في كلّ شاردة وواردة مع الجانب الأميركي.
ويبدو السفير القطري متفائلاً بصيف لبنان. يقول "القطريّون والسعوديّون والإماراتيّون والكويتيّون قادمون، ولكن الأهمّ هو الاستقرار الأمني، كي يستعيد هؤلاء ثقتهم بلبنان". ويروي أنّه اعتاد على "الأجواء اللبنانيّة"، وهو بات يسمع صوت الغارة الإسرائيليّة من دون أن يتأثّر، بل يكمل فنجان قهوته على شرفة منزله.
يعطي السفير القطري آراءه بالواقع اللبناني، ولكنّه يشدّد على أنّه لا يتدخّل في الشأن اللبناني، قبل أن يعبّر عن إعجابه بشخصيّاتٍ سياسيّة لبنانيّة، على رأسها سمير جعجع الذي أهداه السفير سجّادة إيرانيّة نادرة، كما يتعاطف مع سليمان فرنجيّة الذي خسر فرصة الرئاسة.
تطول لائحة المساعدات القطريّة للبنان، وغالبيّتها لا تعلن عنها قطر "لأنّنا لا نرغب بأن يظهر لبنان بمظهر المتسوّل، فهو بلدٌ غنيّ بكفاءاته المنتشرة بالملايين حول العالم". من هذه المساعدات تعليم أكثر من ٥٠٠ طالب لبناني خارج لبنان، وسيُضاعف هذا العدد قريباً. وشراء مليون جواز سفر لصالح لبنان، والإعداد لتوظيف ثلاثة آلاف لبناني من قطاع التعليم في قطر لمدّة ٣ سنوات، بالتعاون مع وزارة التربية، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ ١٨ مليون دولار لصالح برنامج "أمان" التابع لوزارة الشؤون الاجتماعيّة…
ينتهي اللقاء في منزل السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. تشعر، بوضوح، بحجم الاهتمام القطري بلبنان وشعبه. تشعر بمحبّةٍ تخجلك. ونحن، ماذا فعلنا لبلدنا، والأهمّ ماذا فعلنا به؟
داني حداد
خاص موقع Mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|