هل يضغط ترامب لإقرار استراتيجية دفاعية تمنع الجيش اللبناني من حَصْر السلاح كلّه في يده؟
يرى مراقبون أننا قد نكون أمام الفصل الأخير من الحماسة الأميركية للانخراط بالحرب الدائرة في الشرق الأوسط، وذلك تبعاً لتطور أساسي حصل خلال الساعات الماضية، وهو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الرهينة الإسرائيلي - الأميركي الأخير (عيدان ألكسندر) لدى حركة "حماس" في غزة، سيعود إلى الولايات المتحدة الأميركية.
"أميركا أولاً"...
فالرئيس الأميركي عبّر عن امتنانه لكل من ساهم في تحقيق ذلك، أي لحركة "حماس" أيضاً، التي قامت بخطوة "حُسن نيّة" تجاه واشنطن من جهة، وقطر ومصر من جهة أخرى.
وبما أن ألكسندر هو آخر رهينة إسرائيلي - أميركي، وبما أن لا شيء يهمّ ترامب سوى "أميركا أولاً"، فهذا قد يعني في مكان ما، بحسب مراقبين، أن ملفات السلاح والتنظيمات والميليشيات المسلّحة... ستتقلّص صفحاتها داخل "أجندة" الإدارة الأميركية الحالية، خصوصاً إذا صدقت استعدادات واشنطن للإبقاء على دور سياسي معيّن لـ "حماس" في مستقبل حكم غزة، بعد تقديمها بعض الأوراق التي تسترضي ترامب.
حصر السلاح؟
في سياق متصل، يؤكد بعض الخبراء أن الخطوط الأميركية المفتوحة مع "حماس" أبْعَد من غزة، وأوسع من التفاوض على وقف إطلاق النار هناك، وعلى إنهاء الحصار الإسرائيلي، وإدخال المساعدات الى القطاع، وهي ذات مفاعيل قد تشمل التسليم الأميركي بصفقات جديدة مع الأذرع الإيرانية المسلّحة على امتداد المنطقة عموماً في المستقبل.
فهل ما سبق يعني أن تأخير وضع جدول زمني لنزع السلاح غير الشرعي في لبنان، يصبّ ضمن هذا السياق أيضاً؟ وهل تبدأ مفاعيل هذا التأخير بالظهور تدريجياً، في لبنان والمنطقة عموماً، تبعاً لصفقات ترامب - "حماس"؟ وهل يُترجَم ذلك باستراتيجيا دفاعية لبنانية تمنع حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده في النهاية؟
مرحلة مختلفة؟
شدد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "لا أحد أبداً يمكنه أن يعلم فعلاً ماذا يدور في فكر ترامب. فكل الاحتمالات واردة معه، مع ترجيح أننا نتجه الى مرحلة مختلفة عن الماضي".
واستبعد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تتمكن أذرع إيران من التنفّس مجدداً. فالحركة التي يقوم بها ترامب، تتمحور أيضاً حول إعادة رسم منطقة تنتقل الى مرحلة جديدة، تمنع عودة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل اندلاع حرب 7 أكتوبر 2023".
العرب أيضاً...
وأكد المصدر أن "هناك صراعاً داخل الإدارة الأميركية أيضاً. فصحيح أن ترامب هو الذي يقرر في النهاية، ولكن الصراع قائم حول ما إذا كان يمكن حَسْم كل شيء بالتجارة والصفقات فقط، أم لا. ولذلك، يجب الانتظار أكثر لرؤية كيف يمكن للأمور أن تتطور في الداخل الأميركي أيضاً في المستقبل، على ضوء نتائج هذا الصراع".
وختم:"رفض حكم "حماس" لقطاع غزة ليس إسرائيلياً وأميركياً فقط، بل هو عربي وفلسطيني أيضاً. وبالتالي، يتوجب على الحركة أن تقدم أوراقاً عربية قبل الغوص في تفاصيل مستقبلية، بعيداً من كل أنواع التمنيات. وانطلاقاً من ذلك، مُبكِر جداً التوصّل الى استنتاج نهائي بشأن الخطوط الأميركية المفتوحة مع "حماس" الآن، ومدى قدرة الحركة على استثمارها لاحقاً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|