إسرائيل تهدد باغتيال الحوثي!

صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من لهجته تجاه جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، متوعدًا بمزيد من الضربات العسكرية، ومهددًا باغتيال قائد الجماعة عبد الملك الحوثي، إذا استمرت الهجمات التي تستهدف إسرائيل انطلاقًا من الأراضي اليمنية.

وقال كاتس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية: "ألحقنا أضرارًا جسيمة في البنية التحتية للموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وإذا استمروا في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، فسيتلقّون ضربات أكثر إيلامًا، وسنطارد عبد الملك الحوثي ونغتاله إن استدعى الأمر".

تأتي تصريحات كاتس في ظل استمرار الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، والتي أدّت إلى تصعيد إقليمي واسع شمل تدخلات مباشرة وغير مباشرة من جهات فاعلة في محور المقاومة، أبرزها الحوثيون في اليمن، الذين تبنوا أكثر من هجوم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، في إطار ما وصفوه بـ"نصرة الشعب الفلسطيني".

وكان الحوثيون قد أعلنوا منذ الأسابيع الأولى للحرب على غزة عن دعمهم العسكري المباشر للمقاومة الفلسطينية، حيث تم توثيق عمليات إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه إيلات ومناطق جنوبية أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم عدم تبني مباشر من قبل إسرائيل لجميع العمليات التي استهدفت البنية التحتية في اليمن، فإن تقارير استخبارية غربية أكدت أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارات محدودة على منشآت بحرية وموانئ في مناطق سيطرة الحوثيين، بالتنسيق مع قوات أميركية وبريطانية تنشط في البحر الأحمر، ضمن مساعي لردع عمليات الحوثيين التي استهدفت الملاحة الدولية وخطوط الإمداد المرتبطة بإسرائيل.

وفي هذا السياق، قال كاتس: "الموانئ التي يستخدمها الحوثيون كنقاط لوجستية للإطلاق والتخزين لم تعد صالحة للاستخدام، وسنواصل استهداف هذه البنى إذا لزم الأمر". وأضاف: "لا أحد سيكون بمأمن إذا هدد أمن إسرائيل، بمن فيهم عبد الملك الحوثي نفسه".

وتصنّف إسرائيل جماعة الحوثي ضمن ما تسميه "المحور الإيراني" الذي يضم أيضًا حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وفصائل المقاومة في غزة. وقد اتّهمت الحكومة الإسرائيلية إيران بأنها المحرّك الرئيسي للهجمات الحوثية من خلال تزويد الجماعة بالتكنولوجيا والتوجيهات.

ورأى مراقبون في تهديد كاتس بنقل المعركة إلى داخل اليمن تصعيدًا خطيرًا قد يجر المنطقة إلى جبهة جديدة في الحرب الإقليمية المستمرة منذ بدء العمليات العسكرية في غزة، خصوصًا في ظل تعقيدات الساحة اليمنية والصراع الدائر فيها منذ أكثر من ثماني سنوات.