بالصور - الأمن السوري يضبط مستودعات أسلحة في القرداحة

في تطور أمني لافت، أعلنت السلطات السورية مساء أمس الجمعة عن ضبط مستودعين جديدين يحتويان على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة في منطقة القرداحة – مسقط رأس الرئيس السابق بشار الأسد – ليرتفع بذلك عدد المستودعات التي تم اكتشافها خلال 24 ساعة فقط إلى ثلاثة، ضمن عملية أمنية متواصلة في محافظة اللاذقية.

وجاء في بيان رسمي لمحافظة اللاذقية، نُشر عبر منصتها على "تليغرام"، أن دورية من مديرية الأمن نفّذت مداهمة دقيقة أسفرت عن العثور على مستودع يحوي ذخائر متنوعة وقاعدة صواريخ موجهة مضادة للدروع، حيث جرى مصادرة الأسلحة وتأمين المنطقة المحيطة بالكامل من قبل الفرق المختصة.

وفي عملية ثانية، نفّذت وحدات من قوى الأمن العام مداهمة نوعية في منطقة جبلية وعرة بريف القرداحة، أدّت إلى ضبط نحو ألف عبوة ناسفة معدّة للتفجير، بحسب بيان ثانٍ صدر لاحقًا عن المحافظة.

وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، يوم الخميس، عن كشف مستودع ضخم في بلدة بحمرة – ريف القرداحة، يحتوي على عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام، مؤكدة أن العملية الأمنية المحكمة أحبطت ما وُصف بمحاولة استهداف مناطق آمنة وزعزعة الأمن الداخلي.

ويُنظر إلى القرداحة على أنها معقل تقليدي لعائلة الأسد والطائفة العلوية، ومركز نفوذ أمني وعسكري شديد الحساسية إبان الحقبة السابقة. وتُشكّل هذه العمليات الأمنية المتصاعدة مؤشرًا على استمرار التحديات التي تواجهها الإدارة السورية الجديدة في تفكيك بنية النظام السابق.

وقالت مصادر رسمية إن هذه الحملات تندرج ضمن استراتيجية متواصلة لتعزيز الاستقرار في منطقة الساحل السوري، وتفكيك الشبكات المسلحة الخارجة عن القانون التي يُشتبه بتورطها في أعمال تخريبية تستهدف الأمن العام.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، كثّفت السلطات الجديدة حملاتها الأمنية والعسكرية في مختلف المحافظات، لا سيما في معاقل النفوذ السابق، حيث أُنشئت مراكز لتسوية أوضاع المقاتلين السابقين وتسلّم أسلحتهم. غير أن رفض بعض العناصر الانخراط في المسار الجديد دفع إلى مواجهات أمنية متكرّرة، لا سيما في الساحل السوري.