عربي ودولي

المفاوضات مستمرة.. الروس يرفضون تسليم مطار اللاذقية المدني لدمشق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كشفت مصادر سورية خاصة عن تعثر المفاوضات بين الحكومة السورية وروسيا، حول مطار اللاذقية المدني (الباسل سابقًا)، والذي تحاول دمشق استعادته وإعادة تشغيله، فيما ترفض موسكو تسليمه للسلطات السورية بسبب الوضع الأمني في الساحل السوري.

وذكرت المصادر لـ "إرم نيوز" أن المفاوضات بين دمشق وموسكو حول إعادة استخدام مطار اللاذقية بدأت منذ زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في الـ28 من يناير من العام الماضي، ولم تصل إلى أي نتيجة حتى الآن.

 وفقًا للمصادر، تحاول موسكو الوصول إلى تفاهم واعتراف نهائي من قبل السلطات الجديدة بقاعدتي حميميم وطرطوس على الساحل السوري، وترفض حتى السماح لممثلي هيئات الطيران المدني بدخول المطار المدني الذي يتداخل مع مطار حميميم العسكري. إذ يقتصر عمل موظفي هيئة الطيران المدني السوري على العمل في برج المراقبة وتنسيق الأجواء مع مركز المراقبة الرئيس في دمشق.

ووفقًا للمصادر، أعرب الضباط الروس في قاعدة حميميم، عن خشيتهم من استخدام المطار المدني الملاصق للقاعدة الجوية الروسية منطلَقًا لعمليات عدائية ضد القوات والقدرات العسكرية الروسية، وذلك في ظل الوضع الأمني الهش الذي تعيشه البلاد، وخاصة في الساحل السوري. 

وزاد الأمر تعقيدًا منذ المجازر التي حصلت في الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي، حيث تحولت أراضي ومرافق المطار المدني إلى مقر وملجأ لآلاف النازحين من القرى العلوية في جبلة وريفها، وما زال عدد كبير منهم يشغل المكان ويرفض الخروج رغم محاولات السلطات السورية إخراجهم.

ومؤخرًا، أقامت القوات السورية حواجز عسكرية ونشرت قناصة في محيط مطار حميميم، في أربع من القرى المحيطة بالمطار، في مشهد قالت مصادر إنه شكل استفزازًا للروس الذين يواصلون مراقبة ما يجري حول القاعدة بتأهب عال.

مطار "سوري بالكامل"

يوضح مصدر مطلع على مجريات المفاوضات بين الطرفين، أن دمشق تعتبر مطار اللاذقية سوريًّا بالكامل، وأن الحكومة تعمل على إعادة تشغيله في أقرب وقت، لكنه اليوم مصنف ضمن بند "حالة خاصة"، نظرًا للتعقيدات المحيطة به، وهي تعلم أن حل هذا الأمر مرهون بالتفاهمات الجارية مع الجانب الروسي.

وكانت الحكومة السورية، أعلنت  في أواخر فبراير، عبر رئيس هيئة الطيران المدني أشهد صليبي عن عزمها إعادة تأهيل مطار اللاذقية بعد الانتهاء من تأهيل مطار حلب، إلا أن الأمور لم تجر كما يجب في المفاوضات مع الروس. وخاصة بعد مجازر الساحل وتحول المطار إلى ملجأ لآلاف العائلات الهاربة.

مطار اللاذقية - حميميم

مطار اللاذقية هو مطار مدني يبعد عن مدينة اللاذقية، حوالي 19 كم جنوبًا، ويضم صالة استقبال للقادمين والمغادرين، وصالات للشحن والمخازن، ويعتبر المطار أحد مقرات شركة الخطوط الجوية السورية. وتجاوره قاعدة حميميم العسكرية الروسية وتشترك معه في بعض المرافق.

قبل الوجود الروسي في سوريا كانت القاعدة مطارًا مدنيًّا صغيرًا يستقبل الطيران المروحي، لكن دمشق  وسعته واستخدمته لاحقًا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة.

وفي الـ26 من أغسطس/آب 2015، تم توقيع اتفاق بين نظام الأسد وروسيا، يقضي بنشر قوات جوية روسية في القاعدة "بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة". وأكدت الاتفاقية، التي نشرت بعد أشهر من توقيعها، أن "الوجود العسكري الروسي في القاعدة ذو طابع دفاعي بحت وليس موجهًا ضد أي دولة أخرى".

وقد منحت الاتفاقية القوات العسكرية الروسية حق استخدام قاعدة حميميم الجوية في كل وقت دون مقابل ولأجل غير مسمى.

ومنذ إنشائها عام 2015، أصبحت قاعدة حميميم مركزًا رئيسًا للقوات الجوية الروسية لتنفيذ ضرباتها الجوية والصاروخية ضد مواقع للمعارضة السورية. ونفّذت القوات آلاف الطلعات القتالية التي أسفرت عن تدمير أهداف كثيرة.

 توسعة القاعدة

بعد عام على توقيع الاتفاقية، أجرت روسيا عمليات توسعة للقاعدة لتناسب هبوط الطائرات الكبيرة، إضافة إلى إنشاء بنية تحتية لإيواء العسكريين، مثل الوحدات السكنية والمناطق الرياضية ومركز صحي ومطاعم ومستشفى ميداني.

وأصبحت مساحة القاعدة عقب عمليات التوسيع 3 ملايين متر مربع، وأصبح المدرّج الرئيس بعرض 100 متر وبطول 4600 متر، بهدف تسهيل عمليات هبوط طائرات "أنتونوف" و"سوخوي" الروسية، فضلًا عن تجهيز مواقع لنشر منظومات صواريخ "بانتسير". ولاحقًا تم نصب منظومات "إس 400" المتطورة للدفاع الجوي.

كما أعلن عن تخصيص ساحات لهبوط وإقلاع طائرات النقل "آن-124" (روسلان) الثقيلة، حتى لا تعرقل عمليات شحن وتفريغ هذه الطائرات العملاقة وعمليات صيانتها الحركة الاعتيادية في المطار.

وبعد سنوات، عملت روسيا على توسيع نطاق القاعدة، وشمل ذلك إنشاء مهبط ثانٍ، وحظائر للطائرات، ونظام مركزي للتزود بالوقود.

ما بعد الأسد

عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، كشفت مصادر عن تحركات لطائرات الشحن الروسية من قاعدة حميميم باتجاه ليبيا. وأظهرت صور بالأقمار الصناعية في الـ15 من ديسمبر/كانون الأول عدم وجود تغييرات كبيرة في التمركز العسكري الروسي في القاعدة، إذ ظلّت الطائرات الحربية والمروحيات في مواقعها المعتادة.

وتتمتع القاعدة الروسية في حميميم بأهمية بالغة لدى الروس، إذ تسعى موسكو للبقاء فيها، فيما ذكر العديد من التقارير أن مباحثات عديدة جرت بين الحكومتين السورية والروسية حول بقاء القاعدتين الروسيتين في سوريا.

وسبق أن أقر الرئيس السوري، أحمد الشرع في تصريحات صحفية بأن "هناك مصالح إستراتيجية عميقة" بين سوريا وروسيا، والتي زودت على مدى عقود الجيش السوري بالأسلحة ووفرت التمويل لمحطات طاقة وسدود وبنية تحتية رئيسة أخرى.

وبحسب ما ذكرته وكالة رويترز سابقًا، فإن بوتين عرض في ديسمبر الماضي استخدام القاعدتين الروسيتين مركزين لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، في حين قال سفير موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا حينها إن تحالف روسيا مع سوريا "ليس مرتبطًا بأي نظام".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا