اتصال إماراتي – إسرائيلي يفضي بإدخال مساعدات غذائية عاجلة الى غزة
هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟
تعميم وصل إلى بعض قادة حركة فتح في مخيمات صور (الرشيدية، والبرج الشمالي، والبص)، اطلعت "المدن" على مضمونه، يوحي بأن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني قد سلك الطريق العملي. كما أن بعض الإجراءات التي اتخذتها حركة (فتح) في تلك المخيمات تفتح الباب واسعاً حول احتمال أن تبدأ معالجة السلاح الفلسطيني في تلك المنطقة.
التعميم الذي وصل إلى قادة حركة فتح ينص على ضرورة تطبيق جملة من التدابير الصارمة الخاصة بالعمل العسكري، مع تحذير واضح من مخالفتها. أولى هذه التدابير تتضمن أنه "يُمنع حمل السلاح أو التجوّل فيه داخل أزقة المخيم". كما ينص التعميم على منع ارتداء اللباس العسكري خارج المكاتب والمراكز الحركية.
ويشدد التعميم على منع الحراسة أمام تلك المراكز، والاكتفاء بالتواجد عند باب المركز من الداخل. ويحدد التعميم تاريخ 1 حزيران للبدء بتطبيق تلك الإجراءات، ويحذّر من أن إطلاق النار، مهما كانت الدواعي، سيقود إلى تسليم مطلق النار مباشرة إلى السلطات اللبنانية. يُضاف إلى ذلك أن المعسكر الأكبر لحركة فتح في لبنان، وهو "معسكر الشهيد ياسر عرفات"، جرى طليه، وتحويله لأغراض مدنية، اجتماعية وثقافية.
اختيار هذه المخيمات لتكون الاختبار الأول لتنظيم السلاح الفلسطيني أو تسليمه أو ضبطه، ليس عبثاً، فعدا عن كونها تقع جنوب الليطاني، وبالتالي فإن الضغط الدولي سيكون باتجاهها بشكل أكبر، فإن جملة اعتبارات دفعت بهذا الاتجاه.
فقد ترددت الاتهامات لتلك المخيمات في السنوات الأخيرة بأن بعضها انطلقت منه أعمال استهدفت (إسرائيل) إن كان من خلال التدريبات أو إطلاق الصواريخ. ففي نهاية عام 2021 أبرز موقع "ألما" الإسرائيلي صورة لمسجد أبي بن كعب في مخيم البرج الشمالي، وقال إنه مركز تدريب لحركة حماس.
وفي نيسان 2023 انطلقت صواريخ نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ذكرت التقارير أن منطقة القليلة كانت مركز الإطلاق، وهي المنطقة الملاصقة لمخيم الرشيدية، وهو المخيم الأقرب إلى فلسطين (حوالي 12 كلم)، واتُهمت جهات فلسطينية بالواقعة. وتكرر الأمر عدة مرات خلال الحرب الحالية في غزة. ليصبح مخيم الرشيدية منذ ذلك الحين محط أنظار الصحافة الإسرائيلية، التي سلطت عليه الأضواء باعتباره أحد قواعد حماس العسكرية في لبنان.
واغتالت (إسرائيل) عدداً من قادة حماس يسكنون هذا المخيم، أبرزهم: خليل الخراز وسمير فندي وهادي مصطفى، واتهمتهم بأن لهم دوراً بارزاً في كتائب القسام. إضافة إلى اغتيال قائد حماس في لبنان فتح شريف بمخيم البص. كما استهدفت مركزاً لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الرشيدية خلال العدوان الأخير على لبنان.
الاعتبار الثاني هو أن حركة فتح، لا تزال لها الغلبة العددية والعسكرية في مخيمات صور، مما يسهل عملية تنظيم السلاح، بما أن رئيسها محمود عباس يؤيد تسليم السلاح منذ سنوات طويلة. واعتبارات عديدة أدت إلى تفوق الحركة في تلك المنطقة، على رأسها أن مخيم الرشيدية كان مقر أمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين طيلة 18 عاماً (1991-2009)، وهو ما سمح له ببناء نفوذ فاعل لحركته في تلك المنطقة. فيُقدر عدد عناصر فتح في مخيم الرشيدية وفق مصادر متعددة، بما يزيد على 700 عنصر، وفي مخيم البرج الشمالي بحوالي 500 عنصر، وحوالي 150 عنصراً بمخيم البص الأقل عدداً (12 ألفاً).
الاعتبار الثالث هو أن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني يحظى بشبه إجماع لبناني، ويُدرك الفلسطينيون هذا الأمر، وأنه لا إمكانية لاستثمار أي تناقض لبناني داخلي في هذا المجال. لأجل ذلك، لا يبدو أن الطروحات السابقة حول تنظيم السلاح الفلسطيني، يمكن أن تسري على مخيمات جنوب الليطاني، ومنها نشر قوات الأمن الوطني الفلسطيني كوسيط أمني بين السلطات اللبنانية وسكان المخيمات، بل المرجح، حتى الآن، أن تتولى الأجهزة الأمنية اللبنانية مهمة الأمن بشكل مباشر. ومما يُذكر أنه، إضافة للمخيمات الثلاثة في جنوب الليطاني، هناك عدد كبير من التجمعات الفلسطينية، أشهرها القاسمية وأبو الأسود والشبريحا وجل البحر.
أحمد الحاج علي - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|