انتخابات الجنوب "تحت النار" الإسرائيلية.. ووزير الداخلية يؤكد المضي بها
العد التنازلي للسبت 24 مايو (بدلا من الأحد الذي يصادف عيد التحرير)، المحطة الرابعة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تمضي السلطة اللبنانية في إنجازها بتأخير ثلاثة أعوام، اختصره وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، بالتأكيد على المضي في إجراء الانتخابات ومتابعتها، مع الأخذ في الاعتبار حصول خروقات واعتداءات إسرائيلية، باتت مادة يومية، ومنها استهداف دراجة نارية أمس على طريق بلدة المنصوري قضاء صور، وسقوط تسع إصابات بينهم ثلاث بحالة حرجة.
انتخابات الجنوب مختلفة، «تحت النار الإسرائيلية» والحصار الذي يحول دون وضع أقلام اقتراع في قرى وبلدات حدودية عدة، وتاليا دون قدرة الأهالي على التحرك بحرية لممارسة حقهم الانتخابي، وهم الممنوعون أساسا من العودة إلى قراهم وتفقد أرزاقهم وإعمار ما تهدم، أو بالحد الأدنى القيام بشيء من أعمال التصليح.
وكانت المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وجهت أكثر من رسالة في اتجاهات عدة، وقد تكون الرسالة الأبرز في العاصمة بيروت حيث ان «الثنائي الشيعي» حافظ على التوازن الطائفي في بلدية العاصمة، ومن دونه كان يمكن ان تسقط لائحة الأحزاب «بيروت بتجمعنا» وبكامل أعضائها، اذ رفع عدد مقترعي «الثنائي» من 9 آلاف ناخب في 2016، إلى نحو 20 ألفا في صناديق الاقتراع يوم الأحد الماضي، مجنبا لائحة الاحزاب الجامعة سقوطا كبيرا في مواجهة لائحة «بيروت بتحبك»، التي أحدثت خرقا واحدا اقتصر على رئيس اللائحة العميد المتقاعد محمود الجمل.
وبعيدا من الانتخابات التي حجب غبارها الحركة السياسية النشطة، ينتظر ان تظهر في الأسبوع الجاري الكثير من المواقف والتوجهات السياسية، ابتداء من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، حيث سيكون ملف السلاح الفلسطيني محور البحث، ومدى تجاوب الأطراف الأخرى مع هذا التوجه. وكان الرئيس الفلسطيني أعلن في غير مناسبة الاستعداد لتسليم السلاح ضمن إطار سياسة الدولة اللبنانية، غير ان هذا الأمر لا يكون الا بشمول الفصائل كلها، وخصوصا حركة «حماس» الفصيل الأكثر تسليحا في المخيمات. ومعلوم ان «حماس» لا تلتزم بقرارات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وقد توضع مسؤولية هذا الأمر في عهدة الدولة اللبنانية.
وتساءلت مصادر عما اذا كانت الاشتباكات التي جرت داخل «مخيم شاتيلا» في بيروت خلال الساعات الماضية هي حادث منفصل، أم رسالة موجهة إلى زيارة عباس والاجراءات التي ستطرح في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين.
وإذا كان الاهتمام يركز على موضوع السلاح الفلسطيني الذي يشكل عقبة في وجه الدولة اللبنانية منذ 60 عاما، فثمة اهتمام آخر لا يقل أهمية وهو زيارة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس، التي تحدثت معلومات مسربة إلى وسائل إعلام غربية ولبنانية عن انها ستطلب من المسؤولين اللبنانيين مواقف حاسمة لجهة موضوع السلاح وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، وتشديدها على ان التأخير أو الانتظار ليسا في مصلحة الدولة اللبنانية على الإطلاق.
وتقول المصادر المطلعة إن ارتفاع النبرة الأميركية يعود إلى التطورات الأخيرة في المنطقة وتجاوب جميع القوى الإقليمية مع المسار الجديد للشرق الأوسط.
وفي المقابل، سيؤكد لبنان الرسمي ويكرر الالتزام بكل تعهداته وتنفيذ القرار 1701، مع التشديد على ان المطلوب أولا وأخيرا، الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية وفق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 27 نوفمبر الماضي، تمهيدا للبدء بمفاوضات حول موضوع الحدود الدولية ومعالجة النقاط الخلافية التي ما زالت قائمة منذ تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي في 25 مايو العام 2000، ووضع ما اصطلح على تسميته بـ «الخط الأزرق» برعاية الأمم المتحدة.
وسط هذه الأجواء، يسابق لبنان الرسمي بوزاراته ومؤسساته المعنية الوقت قبل بدء موسم السياحة لإحداث تغييرات نوعية على طريق مطار بيروت والمطار في آن معا. تغييرات علمت «الأنباء» أنها ستبدو جلية اعتبارا من مطلع يوليو المقبل، حيث سيشعر الواصلون إلى لبنان والمغادرون بأن أوتوستراد المطار يبدو وكأنه في عاصمة أوروبية. وللغاية، تنشط الأشغال والأعمال لتأهيل الطريق وتصل الليل بالنهار لإنجاز المهمة، وهي تجري على امتداد ثمانية كيلومترات حتى وسط بيروت، بعمليات تزفيت وتأهيل للحواجز الوسطية والإضاءة والأشجار عند جانبي الأوتوستراد وكذلك إشارات المرور. وبحسب معلومات «الأنباء»، فإن هذه الورشة التي تتابعها وزارة الأشغال والنقل بدقة، مولتها شركة طيران الشرق الأوسط وكلفتها 5 ملايين دولار.
وفي المعلومات الخاصة أيضا، أن ثمة مشروعا للدفع بألف عربة جديدة لنقل الحقائب، إضافة إلى استحداث مصعد كهربائي بدلا من الدرج لاستخدامه لدى الخروج من بوابة الجهة الشرقية لقاعات المطار.
وقال مصدر مسؤول في مطار بيروت لـ «الأنباء»: «تشير التوقعات إلى أن عدد الواصلين إلى المطار قد يتخطى في الصيف الـ 16 ألفا في اليوم مقابل 16 ألف مغادر. وثمة أعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب راغبة في المجيء». وأضاف: «أمام احتمال تخطي أعداد المسافرين طاقة المطار الاستيعابية وحصول ازدحام كبير، يتم التفكير منذ اليوم بكيفية مواجهة مثل هذا الواقع عبر ترتيبات تنظيمية في أكثر من نقطة، ولاسيما نقطة الأمن العام التي غالبا ما تكون أكثر نقطة مزدحمة، لذا فإن تنظيمها وتخفيف الضغط عنها مهمان جدا، لأنه بمجرد عبور هذه النقطة، يصبح المسافر في السوق الحرة وعند نقطة البوابات والمطاعم».
الانباء الكويتية - أحمد عز الدين وبولين فاضل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|